لعبت مادلين دانهام، جدة باراك أوباما التى توفيت أمس الاثنين عن 86 عاما، دورا رئيسيا فى حياة المرشح الديموقراطى الذى تركته قبل ساعات من انتخابات تاريخية ترجح استطلاعات الرأى فوزه فيها ليصبح أول أمريكى أسود يصل إلى البيت الأبيض فى تاريخ الولايات المتحدة. حيث ربت جدة باراك أوباما حفيدها على قيم الأمريكيين البيض المحافظة.
ولدت مادلين لى باين فى 26 أكتوبر 1922 فى كنساس، فى قلب الريف الأمريكى المحافظ. ولم تتمكن الجدة التى كانت تصارع مرض السرطان من المشاركة فى الحملة الانتخابية لحفيدها، لكن أوباما كثيرا ما وجه التحية علنا إلى هذه السيدة التى بدأت حياتها كسكرتيرة قبل أن تصبح نائبة رئيس بنك هاواى فى العام 1970.
وقال أوباما أمام مؤتمر الحزب الديموقراطى فى دنفر فى أغسطس الماضى، "إنها هى التى علمتنى معنى العمل الشاق". مضيفا "أنها هى التى كانت تحرم نفسها من سيارة جديدة أو ثوب جديد لكى توفر لى حياة أفضل، لقد أعطتنى كل ما كان لديها، ورغم أنها لم تعد تستطيع السفر، إلا أننى واثق أنها تشاهد التلفزيون هذا المساء، وأن هذا اليوم هو يومها أيضا" فى إشارة إلى أنها ستعتبر نجاحه فى الفوز بترشيح الحزب الديموقراطى، نجاحا لها. وقامت مادلين دانهام وزوجها ستانلى، بتربية باراك أوباما فى شقتهما فى هاواى، حيث استقرا بعد الحرب العالمية الثانية مع ابنتهما آن.
وقال ديفيد ماندل مؤلف كتاب عن سيرة حياة أوباما، إن مادلين دانهام لم تكن راضية عن زواج ابنتها آن فى العام 1960، بكينى جاء ليجرى دراسات فى الولايات المتحدة، خصوصا أن هذه الزيجة تمت فى وقت كان فيه الزواج المختلط ما زال محظورا فى العديد من الولايات الأمريكية.
وبعد قليل غادر الأب، باراك أوباما الكبير، منزل العائلة فيما لم يكن ابنه قد أتم بعد السنة الثانية من عمره. وسافرت آن للإقامة فى جاكرتا حيث كبر باراك الصغير إلى أن أصبح عمره 10 سنوات. وعند بلوغه هذا العمر عاد إلى هاواى، حيث تولى جده وجدته تربيته ودفع مصاريف مدرسة ثانوية خاصة كان يذهب إليها أبناء الصفوة من الأمريكيين البيض.
وفى سيرته التى كتبها فى 1995 بعنوان "أحلام أبى"، قال أوباما إنه عرف فى سن المراهقة معنى الإفراط فى تناول المشروبات الكحولية والمخدرات، رغم أن جدته التى أقام لديها إلى أن ذهب إلى جامعة لوس انجلوس عام 1979، كانت تحارب هذا السلوك. وفى فترة المراهقة أيضا اكتشف أن العنصرية متجذرة داخل عائلته نفسها. كما يروى فى مذكراته أن جده أسر له يوما أن جدته ترفض الذهاب إلى العمل بالباص لأنها تخشى من أن يضايقها متسول أسود.
وكتب أوباما أن هذا الاعتراف من جانب جده كان بمثابة "لكمة فى صدره".غير أن أوباما لم يتردد فى اللجوء إلى جدته مطلع العام الجارى عندما تعرض لهجوم بسبب علاقته مع قس كنيسته جيريميا رايت الذى يدلى بتصريحات نارية ضد الأمريكيين البيض.
وقال أوباما فى خطاب "لا استطيع أن أتنكر له كما لا استطيع أن أتنكر لجدتى البيضاء، وهى سيدة اعترفت ذات مرة أنها تخشى مقابلة السود فى الشارع، وأطلقت أكثر من مرة عبارات عنصرية أغضبتنى". وفقد باراك أوباما والده فى العام 1982، ووالدته فى العام 1995.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة