كنا نسمع فى الماضى أن مصر هبة النيل، وأننا أقدم وأشطر شعوب العالم فى الزراعة، وأننا يوما كنا مخزن غلال الرومان، و... و...، وحتى 1907 تاريخ نشأة الحزب الوطنى كنا 8 ملايين نسمة، نزرع 4 ملايين فدان.. أى نصف فدان لكل مواطن!!
واليوم أصبحنا 80 مليونا، وكل المساحة المنزرعة 8 ملايين فدان فى أفضل التقديرات، أى أن نصيب الفرد أصبح1/10من الفدان أى قيراطين وربع قيراط، وعام 2060 حسب تقديرات منظمة الأغذية والزراعة سيصل نصيب كل مصرى 2 متر، يعيش عليها، ويدفن فيها!!
ورغم ذلك لم نسمع عن خطط للدولة، ولم نقرأ لأى حزب معارض أنه مهتم بمستقبل الزراعة فى مصر، ورغم أننا من الآن وصلنا إلى مشاركة الحيوانات فى غذائها، عندما استوردنا نفايات القمح الأوكرانى المخصص لعلف البهائم هناك!!
كنت أتصور أن «الحزب الجاثم» على صدورنا، سيناقش فى مؤتمره السنوى «مستقبل الغذاء فى المحروسة».. بدلاً من القرارات «الغبية»، و«المتهورة» بالإزالات العشوائية لبعض صغار المزارعين الذين اشتروا فدانين أو خمسة، وليس لهم أى ذنب، وكان يمكن ببساطة فسخ العقد مع المخالف، مع التقنين لكل من اشترى منه واستصلح وزرع، وكان يحلم «بمزرعة صغيرة» يعيش فيها مع طيوره، وأغنامه، بعيداً عن القاهرة المكدسة، وحتى لا يعود إلى قريته بالوادى الضيق!!
بصراحة، والشهادة لله، نحن أسرع خلق الله فى الهدم، والتدمير، والبلدوزرات الحكومية المعطلة، والغائبة، وقت الإزالات تجدها تعمل بكفاءة عالية، وترى النشوة فى عيون حراس الشرطة، والانتقام، والحقد ظاهران، وواضحان على وجوه موظفى وزارة تخريب الزراعة، وعلامات النصر للحكومة، وكأنها «جابت الديب من ديله»!! أتحدى وزارة الزراعة «سابقا» أن تقوم باستصلاح واستزراع «ألف فدان» بنفس الهمة والسرعة، وكل من يمر على طريق وادى النطرون / العلمين ك 25 يمكنه أن يرى مبانى، وورش ومعدات تابعة للميكنة بالوزارة، وحولها 10 آلاف فدان تملكها منذ 1/4 قرن، ولم تستصلح منها سوى 5 أفدنة «خمسة أفدنة فى 25 سنة!!» مثلهم مثل الوليد بن طلال الذى حصل على مائة ألف فدان بعقد نهائى بخمسين جنيه للفدان، وطبلنا، وزمرنا، وقتها، ولم يزرع سوى «ألف فدان» فى عشر سنوات، ولا يجرؤ أحد على سحب الأرض منه، أو أن يقول له ثلث الثلاثة كام، لمجرد أنه ليس مصرياً.. وآه لو كان «مصريا» كانت الدنيا اتقلبت والمانشيتات بالبنط العريض، والمشانق اتعلقت فى كل الميادين.وبعد ذلك نتحدث عن الاكتفاء الذاتى، وعن تشجيع المواطنين لغزو الصحراء، والنبى تتكسفوا على دمكم، واختشوا عيب!!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة