حاولت أن أقلد عمرو أديب ولكنى فشلت، لم أحاول طبعاً أن أقلده فى كلامه، أو لباقته، أو حضوره، أو ثقافته الواسعة، أو بالذات فى شياكته، بدءاً من رابطة العنق التى تسر الناظرين، ونهايةً بالجورب الذى لا يظهر للمشاهدين، ولكنى حاولت تقليده فى الاتصال بالقائمين على مشروع مدينتى، سائلاً إياهم عن حركة البيع داخل الشركة، فرفضوا فى بداية الأمر إخبارى بشىء، وقالوا هذا ليس من حقك، فقلت لهم إن عمرو أديب قد اتصل بكم، واستعلم منكم، وأخبرتموه، أن حركة البيع قد تأثرت انخفاضاً بسبب نشر عقد شراء أرض مدينتى المحرر بين هشام طلعت مصطفى ووزارة الإسكان، وأن عمرو أديب نفسه قد أذاع ذلك فى حلقة السبت الماضى، فردوا علىّ بأنه ربما يكون عمرو أديب عضواً بمجلس إدارة الشركة، وأمهلونى، ثم عادوا قائلين إنه ليس كذلك، بل إنه لا علاقة له بالشركة، فقلت إذاً أنا وهو فى مركزين متساويين فأجيبونى كما أجبتموه، فرفضوا، وأغلقوا فى وجهى الهاتف! وكان عمرو أديب قد علا صوته فى الحلقة المذكورة، محذراً أن يقترب أحد من مشروع مدينتى، أو يناقش أحد عقد شراء أرض المشروع، أو يتعرض أحد لتفاصيل بنوده، لأن عمرو يرى أن الموضوع ربما يتطور ويدخل نيابة الأموال العامة، ويتوقف المشروع، وتضيع أموال الناس، فلذلك محظورٌ على الجميع الاقتراب من هذا المشروع على الإطلاق !!
ويرى عمرو أنه من حق الجميع أن يتكلم عن هشام طلعت مصطفى، كما يشاء، ولكن ليس من حق أحد أن يقترب من مشروع مدينتى، لأن هذا المشروع ومعه خمسة أو ستة مشاريع أخرى فى مصر لا يجوز الاقتراب منها، فهى فى نظره فى حكم المقدسات، ويستند عمرو إلى أن أرض مدينتى كانت صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء، وأن هشام لم يجامل بثمة مجاملة، بل إنه يُشكر لتعميره تلك الصحراء..! وأن الدولة لم تتكلف شىء، ولن تتكلف شىء، بل إنها ستستفيد من نشاط هشام، وعلى ذلك، فلهشام كل الشكر والتقدير..
والحقيقة أننى لا أصدق هذا الكلام من عمرو أديب، لأننى أعرف أنه إنسان ذكى، ولأننى أعرف أنه يعرف أن مشاهديه أذكياء، أو على الأقل، ليسوا بهذه الدرجة من الغباء التى تهيؤهم لهضم كلام عمرو، وتلقائية عمرو، وملابسات اتصال عمرو بالشركة وسؤاله عن أخبار المبيعات، فعمرو يعلم أن الأرض لم تطرح على الجميع حتى يفوز بها هشام، ومن هنا فقد انعدم مبدأ المساواة، وعمرو يعلم أن الدولة ملتزمة، بنص العقد، بتوصيل المرافق مجاناً حتى حدود الأرض، وهى بالمليارات، فمن أين ستأتى هذه المليارات؟! وعمرو يعلم أن الطريق الموصل لهذه الأرض، طريق السويس، يُصرف على صيانته وتجديده وتوسيعه من أموال الدولة، وعمرو يعلم أن السبعة فى المائة الملتزم بأدائها هشام كثمن فى صورة مساكن يسلمها للدولة هى سبعة فى المائة مجهولة، ومعلقة بين السماء والأرض، فلا هى محددة، ولا مواصفات الشقق محددة، أو تشطيبها أو موعد تسليمها، فربما تُسَلَّمْ بعد عشر سنوات، أو عشرين، أو مائة عام على يد حفيد هشام طلعت مصطفى، وعمرو يعلم أن هذه الشروط لم ترد فى أى عقد من العقود التى تخص مليون كيلو متر مربع هى مساحة مصـر، لأىِّ مواطنٍ من الثمانين مليونا، فمن يكونُ إذاً هشام طلعت مصطفى حتى يحرر له هذا العقد؟.. لو أجابنى عمرو لصفقت له ! هل تعتقد ياعمرو أنها أموال هشام؟ ألا تعتقد معى أنها أموال من هو أكبر منه، وأن حماية تلك الأموال مطلوبة فى هذه اللحظة الحرجة بالنسبة لهشام، وأن تلك الحماية المطلوبة يجب أن تتحقق بأى ثمن، وعلى رأيك فليذهب هشام إلى الجحيم، أمَّا الأموال، فيجب ألا يقترب منها أحد، لأنها ببساطة ليست أمواله.
إن حكم تلك الأموال المنسوب ملكيتها إلى هشام طلعت مصطفى هو ذات حكم أموال الحديد والصلب، وأموال البترول، والغاز، ودخل قناة السويس، وعدد من مشاريع المقاولات التى أشار إليها عمرو بالاسم، كلها مصدرها واحد، والأسماء التى تعلوها ليست بالضرورة أصحابها، ولكنهم العاملون عليها، غير المؤلفة قلوبهم، وغير الغارمين..
خذ منى نصيحة ياعمرو، خصص حلقة أسبوعية تعنى بتتبع الثروات، ثروة ثروة، لاسم اسم ممن ذكرتهم، طبعاً بعد استئذانهم، والاستعانة ببعض البيانات التى يرونها هم مهمة، ومن يوافق منهم على الظهور معك، مارس معه أسلوبك الظريف اللطيف، وسر معه خطوة خطوة، منذ بدايته، وحتى وصوله إلى ما هو عليه، وسوف نتابع معك، سوف نتابع ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر لنا من قبل على بال.. ولك تحياتى..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة