بعد مصافحة طنطاوى لشيمون بيريز

أزهريون: طنطاوى لا يعبر عن موقف الأزهر من التطبيع

السبت، 29 نوفمبر 2008 11:31 ص
أزهريون: طنطاوى لا يعبر عن موقف الأزهر من التطبيع مشايخ الأزهر اعتبروا المصافحة سياسية ولا علاقة لها بالأزهر الشريف
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثارت مصافحة شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوى للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، فى مؤتمر حوار الأديان، جدلاً عنيفاً فى الأوساط السياسية والبرلمانية المصرية، فما إن نشرت وسائل الإعلام الصورة حتى ثارت أوساط المعارضة المصرية الرافضة للتطبيع بكل صوره، واعتبرت المصافحة خرقاً كبيراً للموقف من التطبيع، فى ظل الحصار الإسرائيلى لغزة.

النائب حمدى حسن عضو مجلس الشعب عن الإخوان المسلمين، أثار الأمر تحت قبه البرلمان، ببيان عاجل إلى رئيس الوزراء حول هذه المصافحة، وطالب شيخ الأزهر بالاعتذار رسمياً عن هذا التصرف.

شخصية مثيرة للجدل
جاءت مصافحة شيخ الأزهر لشيمون بيريز، فى الوقت الذى تعانى فيه غزة من حصار غير إنسانى، لتكمل قائمة من المواقف أساءت لصورة الإمام الأكبر فى وسائل الإعلام.
شيخ الأزهر، كما يصفه المحلل السياسى دكتور عمرو هاشم ربيع، شخصية مثيرة للجدل ويهوى أن يحاط دائماً بزوبعة من الأخبار، وله شخصية غير متسامحة، ويأتى بأفعال مثيرة تجعله ينزل من مكانته العالية التى يعبر عنها لقب الإمام الأكبر إلى مجرد رجل عادى.

والمواقف التى تدل على ذلك كثيرة، حيث استقبل سابقاً فى مشيخة الأزهرالحاخام الإسرائيلى الأكبر 'لاو'، وعندما انتقده الأزهريون برر موقفه قائلا "إذا جاءنى عدوى سواء كان إسرائيلياً أو غير إسرائيلى فسأقبله"، هذا بالإضافة إلى تصريحاته المتضاربة حول العمليات الاستشهادية فى فلسطين، حيث يصفها أحياناً بأنها انتحارية ومنفذيها مجرمون، كل هذه المواقف يراها عمرو كفيلة لوصفه بشخص غير مقدر لمكانة منصبه.

يرى د.عمرو هاشم ربيع أن مواقف شيخ الأزهر تجاه إسرائيل لا تعبر عن مؤسسة الأزهر، وإنما عن سياسة الحكومة المصرية وتعاملها مع هذا الملف وتختلف بتغير السياسات، حيث أوضح عمرو أنه يختلف عن من شغل هذا المنصب من قبله، حيث كان للإمام الراحل جاد الحق على جاد الحق له موقف ثابت معاد لسياسة التطبيع مع إسرائيل، ما استمرت فى اغتصابها للأرض العربية، ورفض زيارة المسلمين للقدس بعدما أفتى بعض العلماء بجواز ذلك بعد عقد اتفاقية أوسلو عام 1993 بين السلطة الفلسطينية بقيادة عرفات والحكومة الصهيونية بقيادة إسحاق رابين، بل ورفض أن يستقبل الرئيس الإسرائيلى عيزرا وايزمان إبان زيارته للقاهرة، مما سبب حرجاً شديداً للحكومة المصرية وللرئيس الصهيونى.

واستنكر عمرو مجاراة شيخ الأزهر لسياسة الحكومة، فى الوقت الذى يحميه فيه القانون الذى يمنح لرئيس الجمهورية صلاحية تعيينه، ولكن لا يمنح لأى جهة صلاحية عزله.

حادثة خطيرة
"أنا مش عايز أصدق اللى حصل" هكذا أبدى دكتور على لبن عضو مجلس الشعب استنكاره لموقف شيخ الأزهر، وافترض أنه لا يعلم من الشخصية التى صافحها، وطالبه بضرورة توضيح الأمر وتأكيد أو نفى علمه بمن صافحه، وفى حال التيقن من علمه فسيكون الأمر خطيراً ولا يمكن السكوت عنه.

وطالب سيد عسكر أمين عام مساعد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابق، شيخ الأزهر بغسل يده بعد هذا السلام، لأنها تدنست بمصافحة عدو للإسلام ومغتصب لأرض عربية، مؤكداً أن هذا التصرف غير جائز لشيخ الأزهر أو لغيره، فالسلام الذى بيننا مجرد كلام على الورق.

عسكر يرى أن هذا موقف شخصى حتى لو كان تطبيعاً أو قبولاً للسياسة الإسرائيلية فى الشرق الأوسط، ولا يعبر عن الأزهر ولو عرض الأمر على مجمع البحوث الإسلامية لرفضه، ومن مزايا الإسلام أنه ليس هناك قدسية لأحد وكل إنسان يحاسب على كلامه ومواقفه.

وعلى عكس موقف شيخ الأزهر من قضية التطبيع مع إسرائيل، يأتى موقف الكنيسة فى مصر، والتى تتبنى سياسة ثابتة تجاه هذه القضية لا تتغير بتغير السياسة الحكومية، وهذا واضح فى رفضها زيارة القدس لأى من المسيحيين أو للتطبيع من الأساس.

وبدلاً من الإشادة بالموقف الرافض للتطبيع، اتهم شيخ الجامع الأزهر محمد سيد طنطاوى، فى حديثه لقناة فضائية، الرافضين للتطبيع مع إسرائيل بأنهم جهلاء وجبناء، وأكد رفضه دعوة البابا شنودة الثالث لمقاطعة إسرائيل ومنع المسيحيين من الحج إلى القدس إلا بعد تحريرها، وقال "إن من يمتنع عن مقابلة عدوه فهو جبان".

من جانبهم، تحفظ عدد من شيوخ الأزهر فى إبداء آرائهم حول مصافحة شيخ الأزهر للرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، واعتبروه أمراً سياسياً ولا علاقة له بالأزهر ككيان إسلامى ولا بدوره العلمى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة