32 عاما، هذا هو عمر مهرجان القاهرة السينمائى، مما يعنى أنه يجب أن يكون فى «عز شبابه» وعنفوانه، إلا أن الواقع ينفى هذا تماما، فمهرجاننا الأكبر ما زال يحبو، متطلعا حوله فى دهشة مما يصير إليه حال المهرجانات التى بدأت بعدنا بكثير، وتفوقت علينا بكثير أيضا، الكل يطالب الشاب اليافع بأن يقوم بواجباته، لكنه دائما يعلن عجزه، ويتضجر من الهجوم عليه، 32 عاما من اتهامات وانتقادات وسلبيات، لدرجة أن المسألة باتت أقرب إلى حرب بين المهرجان الشاب والإعلام العجوز.
هل أصبحت المشكلة فى وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والتى لا ترصد سوى السلبيات أم أن هناك مشكلة حقيقية فى إدارة المهرجان يرفض القائمون على تنظيمه الاعتراف بها؟.
هناك جهود من رئيس المهرجان عزت أبو عوف وبعض من يعملون معه بالفعل لتطوير المهرجان ومحاولة إعادة قوته إليه فى ظل زحام المنطقة العربية بمهرجانات أخرى، إلا أن نقدنا للمهرجان ينبع من إحساس بالمسئولية ورغبة فى الارتقاء به وتطويره، وعلى حد تعبير أمير العمرى الناقد المصرى المقيم فى لندن: «نقد المهرجان ليس مؤامرة لتشويه سمعة مصر بل لتحسينها».
المهرجان يحتاج إلى وقفة حقيقية، بغض النظر عمن يرأسه، لأن الأزمة ليست فى الشخصيات، ولكن فى الطريقة وأسلوب الإدارة، وفى علاقة وزارة الثقافة بالمهرجان، وفى كل الهيئات والجهات المعنية، التى إذا كانت ترغب حقيقة فى التطوير، فليس عليها إلا أن تؤمن أنه مهرجان يحمل اسم مصر، وأنه يحتاج إلى دعم حقيقى بعيدا عن الإجراءات الروتينية، وأن يستمعوا ولو قليلا إلى الأصوات التى تكتب فى الصحف، ولا تريد إلا وجه الفن ووجه المهرجان ووجه مصر، الذى يجب أن يكون مشرقا على الدوام.
