فى كتابه "قيم تربوية فى الميزان"، يأتى إسهام الدكتور حامد عمار ليضع الأمور فى نصابها بخبرته الطويلة فى مجال التعليم وهو الخبير التربوى البارز. صدر الكتاب عن الدار المصرية اللبنانية ويتناول العديد من التساؤلات: هل يمكن اعتبار التعليم سلعة تخضع لقيم السوق أى للعرض والطلب؟ وأين القيم التربوية التى من المفترض أن يرسخها التعليم فى الأجيال الجديدة ؟ وكيف ترتبط هذه القيم بالسياق التكنولوجى وما تفرضه العولمة من تحديات؟
يقول الدكتور عمار فى مقدمة الكتاب "لقد جرت عشرات المحاولات والمشروعات والاستراتيجيات لإصلاح التعليم منذ أن أصدر طه حسين كتابه "مستقبل الثقافة" عام 1938، بل ومن قبله على يد على مبارك فى أواخر القرن التاسع عشر، ولاتزال المساعى مستمرة حتى اليوم".
ومبعث هذه الجهود المتواترة الحرص على أن يؤدى التعليم وظيفته بكفاءة فى إعداد المواطن ليشارك فى صنع الحياة فى سياق التلاؤم مع المتغيرات المجتمعية، سياسية واقتصادية واجتماعية وداخلية وخارجية، وفى أداء هذه الوظيفة يتم الإصلاح فى ضوء إحدى رؤيتين للمجتمع وتوجهاته وهما "أن على التعليم أن يعيد إنتاج مسيرة الأوضاع الحالية بمنطقها وعلاقاتها وثقافتها الراهنة، مع قدر من التحسين لتلك الأوضاع هنا وهناك، والرؤية الثانية أن يسعى إلى تغيير مسيرته من أجل تغيير وتطوير الأوضاع الراهنة فى ضوء رؤية جديدة لمتغيرات الحياة ونظمها السياسية والاقتصادية والاجتماعية".
