القارئ أسامة كمال يكتب: أنا المصرى

الجمعة، 28 نوفمبر 2008 06:49 م
القارئ أسامة كمال يكتب: أنا المصرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لو عادت الحياة مرة أخرى بفنان الشعب سيد درويش، لأنكر أغنيته الشهيرة أنا المصرى كريم العنصرين.. بنيت المجد فوق الأهرمين.

فقد غناها فى وقت كان يبحث فيه المصريون عن مصريتهم، وعن ملامحهم، وعن وطنهم المسلوب والمهان.. ولم تكن موسيقى سيد درويش المصرية الخالصة إن جاز التعبير، ولا منحوتات محمود مختار، سيما تمثاله الأشهر نهضة مصر، ولا قصص الرواد الأوائل فى فجر القصة المصرية الحديثة، والتى تمخض عنها قامات كبرى مثل يحيى حقى ونجيب محفوظ ويوسف إدريس، وما تبعهما بعد ذلك من أجيال وأجيال، إلا تعبيراً عن إحساس الشعب المصرى حينها بقيمة وطنه وأرضه، دون نظر لدين أو عقيدة... فالشعار المقدس لثورة 19 - أم الثورات المصرية فى العصر الحديث - كان يحيا الهلال مع الصليب، وكأنهما وجدا معا، منذ البداية الأولى، وسيبقيان معا حتى النهاية.

المصريون الآن لم يعد يعنيهم جلد بنى وطنهم فى ساحات بلاد النفط الأسود، ولم يعد يعنيهم قوارب الموت التى حملت أبناءهم إلى الموت غرقاً، فى رحلة البحث عن عمل، لم يجدوه فى مصرهم.. لم يعد يعنيهم آلاف القتلى فى العبارات والقطارات وحوادث الطريق، نتيجة الإهمال والصمت على فساد المفسدين.

لم يعد يعنيهم الغذاء الملوث، ولا الأدوية الملوثة، ولا المياه غير الصالحة للشرب... فقط يعنيهم أن مجموعة من المسيحيين، أقاموا كنيسة جديدة، وكأنهم بهدم تلك الكنيسة، سيزيدون الإسلام منعة، وسيمنحونه صلابة وقوة.. والإسلام من عتههم برىء.
الإسلام لم يكن يوماً دين ترويع وعدوان مهما كانت المبررات، وابحثوا فى سيرة الرسول وصحابته المقربين.. الإسلام لم يكن يوماً دعوة إلى محو الآخر ونفيه. الإسلام دين رحمة وتراحم، لا دين قتل وغى.
هل اختلف المصريون فى بداية القرن العشرين، عن المصريين فى بداية الألفية الجديدة؟
نعم اختلفوا... فى العشرينيات من القرن الفائت، كان همهم الأول رحيل المحتل، والجلاء التام، أو كما قالوا وقتها – والموت الزؤام -، وسواء حققوا أم لم يحققوا مطالبهم أو أحلامهم، كانت قضيتهم واضحة، وأحلامهم مشروعة.

أما مصريو الألفية الجديدة، فهمهم الآن قشور ديننا الحنيف: النقاب واللحية وحف الإزار، وصوت المرأة... وبين ظهرانيهم أوطان عربية تستباح وتحتل، وتسرق ثرواتها عيانا جهارا، ولم تطرف للمصريين عين، ولم يتحرك لهم جارح.. ربما لأنهم أضعف من أن يواجهوا قوى كبرى، أو يقفوا ضد عدو واضح.. إذن فليقفوا صفاً واحداً ضد من هو أضعف منهم، ربما بذلك، يتحقق لهم أى انتصار، ولو كان وهمياُ، أو من نسج الخيال.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة