أليس غريبا أن يصمت الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية على جلد مصريين فى السعودية؟ طبعا غريب، لأن الرجل ومن هم تحت إدارته يصدرون فتاوى لا أول لها ولا آخر، بل وفى أحيان كثيرة يتبرعون بفتاوى لم يطلبها منهم أحد، ولعل فضيلة الدكتور جمعة يذكر منها، قوله بأن الشباب الذى هرب من الجوع فى مصر وغرق وهو فى طريقه إلى أوروبا، ليسوا شهداء، ولكن طماعون.. فإذا كان فضيلته مهموما إلى هذه الدرجة بكل صغيرة وكبيرة، وإذا كان قد شغل نفسه بإدانة ضحايا، فلماذا صمت عن إدانة من لا يتورعون عن إهانة وظلم مصريين؟
سؤال يبدو بلا إجابة، ويبدو بلا إجابة أيضا صمته تجاه ما نشرته جريدة البديل على لسان أحد أعضاء لجنة الفتوى التى يتولى رئاستها الدكتور جمعة، حيث قال الرجل الذى رفض ذكر اسمه «إن الحكم عادل، وعلى الطبيبين المصريين أن يلتزما بأحكام القضاء السعودى»، فهل يرى فضيلة المفتى أن هذا الحكم عادل، وهل يرى أن الموجود بالسعودية يمكن وصفه بأنه قضاء؟
لا نظن، ونعتقد أن المفتى يوافقنا الرأى، فالمحاكمة أصلا لم تتوافر فيها شروط العدالة المعروفة فى الدنيا كلها، كما أنه من الصعب الحديث عن أن عقوبة الجلد لها علاقة بالشريعة أو الإسلام، ولكن لها علاقة بالفكر الوهابى الذى أفرز قواعد غير محددة وغير واضحة يسير عليها ما يسمى بالقضاء السعودى. ثم إننا نريد أن نسأل فضيلتك: لماذا تغضبون عند المساس بأى مسلم فى أوروبا، فى حين تصمتون تماما عن مسلمين فى السعودية، فهل معظم رجال الدين عندنا، ومنهم المفتى، مقتنعون أن السعودية دولة إسلامية تطبق الإسلام؟
فى انتظار رد فضيلة المفتى.
لمعلوماتك..
◄ 1000 فتوى تصدرها دار الإفتاء المصرية يوميا بمختلف اللغات.
-75%
الدكتور على جمعة.. ما سبب سكوتك عن جرائم الوهابيين؟
الجمعة، 28 نوفمبر 2008 08:45 ص