ثلاثة شهور ومازال التحقيق مستمراً فى فضيحة بكين والفشل الذريع لبعثة مصر، وحتى الآن لم تؤكد أو تنفى لجنة تقصى الحقائق برئاسة د. مفيد شهاب وزير الشئون القانونية شيئًا مع هذه الحالة المعقدة من الفشل المشوب بالفساد الإدارى، الذى يلتهم المال العام المتاح والحلم الشعبى فى تحقيق انتصارات رياضية تحتاج إلى تمويل بمئات الملايين التى ربما لا تقوى على تدبيرها خزانة الدولة، وإن حدث فالإهدار وغياب الاستثمار سيظل عائقًا أمام تحقيق الحلم الشعبى بالفرحة الأوليمبية، بحسب ما أوضحه من طلبنا منهم الإجابة عن أسئلة هذا الملف المزمن للفشل، وقبل أن يتفحصوا أوراقه سألوا عن جدوى وضع اسم د.شهاب على رأس اللجنة وهل لديه الوقت للنظر فى الأمر، وهل من أوكل لهم أمر التحقيقات بعيدون عن الفشل أصلاً؟!.
لهذا، لم يكن غريبًا أن يؤكد خبراء رياضيون أن الفشل الذى أصيب به معظم الاتحادات الرياضية المصرية فى الدورة الأوليمبية ببكين يعود إلى عدم وجود دعم كاف لهذه الاتحادت، مؤكدين بالطبع أن الدعم الحكومى لا يوفر سبل النجاح المطلوبة، وأبرز مثال على ذلك.. اتحاد كرة اليد الذى وفر له المجلس القومى للرياضة 300 ألف جنيه فقط لإقامة معسكر خارجى للمنتخب الأول قبل بطولة العالم التى ستقام فى كرواتيا فى يناير المقبل، وهو مبلغ غير كاف ولا يوفر الاحتكاك والإعداد اللائق بتجهيز المنتخب، ولولا استثمار رئيس الاتحادين المصرى والدولى لكرة اليد حسن مصطفى علاقاته الدولية فى التعاقد مع أكثر من شركة عالمية لرعاية المنتخب لما نجح فى تخفيض أسعار المعسكرات الخارجية لجميع المنتخبات بمختلف مراحلها السنية، وهو عمل فردى بحت. فى حين أن هناك اتحادات رياضية أخرى تلهث خلف الاستثمار الرياضى، مثل اتحاد السلة الذى يحاول جلب استثمارات ليستطيع من خلالها الإنفاق على نشاطه، لكنها لم تصل حتى الآن للدرجة المطلوبة، حيث سبق أن طرح مسئولوه قبل انتخابات الاتحاد الأخيرة فكرة بيع حقوق بث مباريات المنتخب والدورى العام لإحدى القنوات الفضائية، والحصول على مقابل مادى يساعد الاتحاد على دعم الأندية وتوفير كل ما تحتاجه المنتخبات والمعسكرات والمكافآت، ولكن بسبب الصراع الانتخابى قبل عقد الجمعية العمومية، لم تنفذ الفكرة، ولم تر النور حتى الآن.
هناك اتحادات أخرى مثل اتحاد الهوكى الذى فشل مسئولوه فى تسويق أنشطته، وأرسلوا لأكثر من شركة لرعاية المنتخب والأندية مقابل وضع إعلاناتها، على الملابس ولكن هذه العروض لم تلق أى استجابة ربما لارتباط الاستثمار بالمكانة التى يحققها الفريق المراد رعايته، أما الجودو فجاءت اللوائح الدولية بمنع وضع أى إعلان على ملابس اللاعبين لتمثل عائقًا كبيرًا فى سبيل إيجاد أو توفير أى وسائل دخل لاتحاد الجودو.. وينطبق الأمر نفسه على اتحاد رفع الأثقال الذى لولا تدخل المؤسسة العسكرية لتدهور الوضع داخله تمامًا، خاصة أن المؤسسة العسكرية ترعى أكثر من اتحاد وعددا كبيرا من اللاعبين وتوفر لهم المعسكرات، سواءً الداخلية أو الخارجية، ومن أبرز اللاعبين الذين ترعاهم.. محمد إحسان عطية، بطل مصر فى رفع الأثقال، الذى كان مرشحًا للفوز بميدالية فى بكين، لكن الإصابة التى تعرض لها قبل السفر بفترة قصيرة حرمته من الفوز بالميدالية.
كرم القدم استثناء.. و300 ألف جنيه ميزانية معسكر «اليد» قبل بطولة العالم
الاتحادات الرياضية تفشل فى توفير استثمارات للإنفاق على الانشطة
الجمعة، 28 نوفمبر 2008 08:18 ص