أبوالعلا ماضى، وكيل مؤسسى حزب الوسط، هو واحد من أهم الذين يقدمون رؤية متطورة وإنسانية للإسلام، فحزبه ينطلق من الإسلام الحضارى، وهو أشمل وأكثر اتساعا من المفاهيم الضيقة المنتشرة على الساحة. لذلك لابد أن يكون عتابنا عليه كبيرا، هو وقيادات الحزب الذى نضع عليه أملا كبيرا فى ترشيد أداء حركة الإسلام السياسى فى مصر، فكيف لم يصدر عنهم ولو تصريح واحد يرفض بحسم التعذيب المهين بالجلد لمواطنين مصريين؟
كما أن هذا التجاهل لقضية بهذه الخطورة، يضع الكثير من الأسئلة حول رؤية ماضى ورفاقه للإسلام، فليس منطقيا أن يقولوا فى أدبياتهم أن الإسلام ليس فيه ما يسمى بحد الردة، بل وحسبما قال ماضى فى حوار قديم مع جريدة العربى، فالإسلام لا يمنع مسلما من الخروج منه، مثلما لا يمنع من يريد الانضمام إليه، فكيف تتسق هذه الرؤية المتقدمة مع الجلد الذى يمارسه نظام حكم فاشٍ ضد مصريين، بل وضد مواطنيه؟
وإذا كان أبوالعلا يدافع عن كرامة المصريين هنا، ضد سلطة حاكمة مستبدة، فكيف يتجاهل النظام الحاكم السعودى الأكثر استبدادا وفاشية فى العالم؟!
نظن أن أبوالعلا وقيادات الوسط سيوافقوننا، فهم الذين تمردوا على المفاهيم البالية للإخوان، لكى يقدموا بديلا عصريا متنورا.. بديلا كما قالوا فى أدبياتهم تنطلق مرجعيته من الإسلام الحضارى، وليس إسلام الفقه والعبادات، وهو ما يعنى أنهم يطرحون وجهة نظر إسلامية تتسق تماما مع حقوق الإنسان، وترفض أى استبداد أو انتهاكات داخل مصر وخارجها. لذلك سننتظر أن يصدروا بيانا يناصرون فيه المصريين الذين يتعرضون للجلد الوحشى، ويناصرون كل من يعيش على أرض السعودية ويعانى من نظام حكمها الذى تجاوزه التاريخ وحان الوقت لأن يدخل المتاحف.
لمعلوماتك..
◄ 7 ملايين عدد المصريين العاملين بالخارج.
-55%
أبوالعلا ماضى: هل الإسلام الحضارى يوافق على الجلد؟
الجمعة، 28 نوفمبر 2008 08:45 ص