"فرحنا بالنيل جانا النيل ..غرقنا"، مثل بلدى تذكرته حين قرأت عن المعركة الدائرة بين جمهورية "الشيخ القرضاوى السنية" وبين جمهورية "وكالة مهر الإيرانية الشيعية"، معركة نحن العرب والمسلمين فى غنى تام عنها، وخاصة فى هذه الأثناء، معركة نسفت تقريباً الوسطية والاعتدال اللذين اتصف بهما الشيخ القرضاوى، معركة كسبت بها أمريكا وإسرائيل مكاسب لوجستية ما كانتا تحلمان بها، وبدون إراقة دماء أمريكية إسرائيلية "ذكية".
استفادت أمريكا، حيث أدركت أن هناك أسلحة عربية إسلامية فتاكة لم يطالب أصحابها بتسجيلها بأسمائهم أو الحصول على براءة اختراع، أسلحة دقيقة وفتاكة وغير مكلفة، هى سلاح الكلمة التى تفرق الجمع وتمزق الكيان وتشق الصف وتزرع البغضاء والشحناء، وهى لا تأتى بمفعولها إلا فى الجسد العربى والمسلم، لقد تطوع مشايخنا لتمزيق ما بقى من مزق يستر بعض عوراتنا، مزقوها فوقفنا عراة أمام خلق الله "واللى ما يشترى يتفرج".
لم يدر مشايخنا أن اتهام فريق للآخر إنما هو دليل دامغ على فشلهم وخيبتهم، لأنه كان عليهم إزالة ما بين المذاهب مما هو يجر إلى تعكير الصفو، شيوخ هم أكثر من مطربات الفيديو كليب، ولكن كغثاء السيل، بل فى كثير من الأحيان يصبحون السبب فيما هو بين المذاهب من عداء وفرقة.
شيوخ شككونا فى ألف باء كل شئ، شيوخ يعرفون أن أعداءنا أعداؤهم اجتمعوا على باطل وهو استنزاف منطقتنا، شيوخ امتطوا دبابات فرق تسد نيابة عن أعداء الأمة، إنه وللمرة الأولى نجد الجنود بدلاً من ارتدائهم البدلة الكاكى أو المموهة أو بدلة المارينز نجدهم يرتدون الجلباب والدشداشة والطربوش، شيوخ لم تقع عيونهم على خطر غير الخطر الإيرانى الفارسى الماجوسى الشيعى، إنها لمصيبة، لا يتحدثون عن ضعف دولهم وارتمائها تحت اللسان الأمريكى يستحلبها وفى النهاية يبصقها ويدهسها تحت الحذاء الثقيل الذى أقنعنا أن وجودنا تحت هذا الحذاء هو تمتع بظله بعيدا عن شمس إيران الحارقة ،أرى ويرى كثيرون أن استعداءنا لإيران اليوم إنما يمثل حاملة طائرات تتمركز قبالة السواحل الإيرانية تنتظر ساعة الصفر لتدمير إيران المجوسية الكافرة، يبدو أن العرب والمسلمين لم يعد بينهم عاقل يقول "عيب اختشوا يا قلالة الحيا"،لماذا لا يتم تشكيل مجلس من خمسة عقلاء ذوى ضمائر حية مهمتهم تقديم مذكرة إلى ضمير الأمة يطالبون فيها بالحجر على كل من يثبت تخريفه وشططه وارتماؤه فى حضن أعداء الأمة والعمالة، لماذا لا يتفق أصحاب الحناجر والتى أحالوها إلى خناجر.
يتفقون على تدارس نقاط الاتفاق بين المذاهب ودعمها، أما نقاط الخلاف فلابد من تدارسها بعيدا عن صفحات الصحف وبعيدا عن شاشات العرى، يبدو أن بعض شيوخنا يشعرون بالغيرة من مطربات العرى كليب والشهرة التى نلنها والمساحة الزمنية التى تحتلها المطربات، فراح الشيوخ يعملون على تعرية الأمة العربية والإسلامية، وكله عرى فى عرى، أخشى أن يأتى يوم وبدلا من أن نصف الواحد منهم بالجليل نصفه بالعريان أو المعرى بن فلان، ونجد قنوات متخصصة فى هذا الشأن فنجد ميلودى شيخ "وميلودى سنة" و"ميلودى شيعة"، إنها الطامة الكبرى التى تربعت فينا والفضل يعود لبعض مشايخنا المجندين فى البحرية الأمريكية.
الشيخ يوسف القرضاوى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة