عماد عمر

أعيدوا الحكومة للقاهرة

الخميس، 27 نوفمبر 2008 10:49 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعتذر لحكومتنا بالنيابة عن صحفيين كثيرين "لسانهم زالف" طالبوها كثيرا بالرحيل عن القاهرة لفتح الباب أمام إيجاد حل للازدحام الذى يخنق العاصمة. والحق أننى أتعجب من مطالب هؤلاء الكتاب وأسألهم، هل يرون الحكومة متواجدة ومنتشرة فى كل شوارع القاهرة حتى يطالبوها بالرحيل؟

ويبدو أن الحكومة فى أغلب الأحيان تجد نوعا من اللذة فى متابعة انتقادات وهجمات الصحفيين دون أن تحرك ساكنا.. لكنها فى هذه القضية فاجأت الجميع واستجابت فيما يبدو.. وبالتالى أصبحت عين السائر فى شوارع القاهرة لا تقع سوى على مشاهد الفوضى التى تدل على غياب الحكومة.. هذا بفرض أنه لم يفقد عينه بسبب التلوث أو بسبب لكمة أو دفعة من آخرين تنبهوا مبكرا لغياب الحكومة فقرروا أن يأخذوا "حقهم بذراعهم".. وهذا أيضا بفرض أنه ستكون لديه الفرصة للتجول فى شوارع القاهرة دون أن يسقط فى بالوعة مفتوحة أو تطيح به سيارة مسرعة أو ميكروباص متهور أو رصاصة طائشة، سواء من سلاح غير مرخص أو من مسدس ضابط شرطة، قرر استخدام ما بيده ليترك هو الآخر بصمته على الفوضى بعدما يأس من تنظيمها.

والغريبة أن مظاهر الفوضى أصبحت فى كل أحياء القاهرة، والسلوك أصبح معتادا بين أبناء مختلف الطبقات.. صحيح أن المسألة تزيد بعض الشىء فى الأحياء العشوائية.. لكن لم يعد أحد يستنكر البلطجة ولم يعد غياب القانون يثير دهشة أحد.. وغاية ما فى المسألة مصمصة الشفاه وسؤال لا ينتظر إجابة.. "الحكومة فين؟".

والبحث عن مكان الحكومة أصبح معضلة فعلا بدليل أن مشاهد الفوضى تتكرر على الطرق السريعة وفى أنحاء البلاد من مطروح إلى سيناء.. ومن الإسكندرية إلى أسوان. الكل يريد أن ينفذ القانون أو ما يعتبره قانونا بيده. ومشاهد الأمن والنظام والانضباط لا تظهر إلا إذا كان مسئول كبير سيظهر فى منطقة ما. عندها نرى الجانب الآخر من الصورة لكننا لا نجد الفرصة لنفرح به كثيرا. فهذا الأمن والنظام والانضباط يتحقق بالقهر والتضييق على الناس وحبسهم فى منازلهم وربما طردهم منها بحيث يشتاقون سريعا لعودة حياة الفوضى التى اعتادوها.

وبعد كل هذا يطالب بعض الصحفيين والكتاب بجلاء الحكومة عن القاهرة.. بالطبع المقصود خروج المكاتب والوزارات على أمل أن تسحب معها محاسيب الحكومة وما أكثرهم، ومرتادو المصالح الحكومية الذين يدوخون فى شوارع القاهرة السبع دوخات على طلب يمكن إنجازه فى سبع دقائق. لكن بعد ما نشهده فى شوارع العاصمة من مشاهد الفوضى والقبح.. أعتقد أن الصحفيين والكتاب مدينون باعتذار للحكومة.. ويجب أن يخرجوا عن بكرة أبيهم يطالبون بعودتها إلى العاصمة.. العقبة الوحيدة فى رأيى ستبقى فى أن نعرف "الحكومة راحت فين؟".. حد بس يلاقيها واحنا مستعدين للاعتذار.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة