ينظم مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية معرض "الموزاييك" بقاعة المعارض الغربية، يقدم هذا المعرض الأعمال الأثرية من الفسيفساء مثل فسيفساء الكلب والمصارعين, والتى يقتنيها متحف الآثار بالمكتبة. ويعرض أيضاً شكلاً جديداً لخاصية هذا الفن السكندرى عبر التاريخ الطويل للمدينة. فالفسيفساء يعتبر فناً خاصاً بدول حوض البحر المتوسط؛ فمنذ وصول الإسكندر الأكبر وحتى اليوم ومدينة الإسكندرية تنتج الفسيفساء.
برع السكندريون فى فن الفسيفساء، وكان من المعروف أن تغطية الحوائط بمكعبات حجرية صغيرة، فى القرون المبكرة، عمل صعب. ولكن لأن السكندريين كانوا على قدر كبير من المعرفة بإنتاج الزجاج؛ فإنهم بدأوا فى استخدام مكعبات الزجاج كبديل لعمل الفسيفساء للحوائط. ومكعبات الزجاج أنسب كغطاء للحوائط، بسبب خفة وزنها.
وزاد الزجاج أيضا من رونق الفسيفساء، فجعله أكثر لمعة وإشراقاً. واستخدم السكندريون كذلك مساحيق الذهب والفضة فى الفسيفساء, لكى تصبح أكثر بريقاً. واستخدمت أيضا مواد أخرى, مثل الرخام البروفيرى (حجر السماقانى) الإمبراطورى الأحمر الأرجوانى. وكانت الإسكندرية مركز صناعة الفسيفساء، وصدرت منها مكعبات الزجاج إلى كافة أقطار حوض البحر المتوسط.