لويس جريس: لوحاته أغضبت عبد الناصر

الوجه الآخر لكامل زهيرى الفنان التشكيلى

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2008 01:14 م
الوجه الآخر لكامل زهيرى الفنان التشكيلى كامل زهيرى .. الصحفى والفنان!
كتب محمد ثروت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك جانب آخر مجهول فى حياة الكاتب الكبير كامل زهيرى، إنه كان فناناً تشكيلياً من طراز رفيع، حيث أثارت لوحاته السياسية مثل مقالاته غضب الحكام.

الكاتب الكبير لويس جريس، أحد أصدقاء زهيرى، قال, ربما لا يعرف الكثيرون عن كامل زهيرى، إلا الجوانب الصحفية والنقابية والسياسية، لكن عشق زهيرى للفن التشكيلى، منطقة مجهولة فى حياة كاتبنا الراحل، الذى تعلم الرسم فى المستشفى، عندما أصيب بجلطة فى أواخر الستينات، واتصلت زوجته الزميلة خديجة قاسم بالكاتب الساخر محمود السعدنى، وطلبت منه إدخاله مستشفيات القوات المسلحة، فاتصل السعدنى بشعراوى جمعة الذى كان وقتها وزيراً للداخلية، وعلى الفور حضرت سيارة إسعاف، وقامت بنقله إلى مستشفى كوبرى القبة العسكرى، وهناك بدأ العلاج وكان يتدرب على الرسم، حتى أنه أجاد رسم البورتريه، ولكن السياسة لم تتركه للحظة واحدة.

ويتابع جريس, أنه فى إحدى المرات كتب مقالاً فى مجلة صباح الخير، وكانت الجماهير تنتظر مقاله الأسبوعى، عن سقوط الجنرال ديجول فى الانتخابات الرئاسية فى فرنسا واعتزاله السياسة، وأرفق به رسماً لديجول وفى الخلفية صورة مصريين، وإشارة لأحداث 8، 9، 10 يونيو 1968، مما أغضب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتدخل فى الموضوع رجاء النقاش، الذى كان مقرباً من وزير الإعلام وقتها محمد فائق، لإنهاء الأزمة.

ويشير جريس، إلى فضل كامل زهيرى ومحمد عودة فى نقل الفن الهندى إلى مصر والعالم العربى فى وقت مبكر جدا عام 1950.

ويضيف جريس وهو يبكى, برحيل كامل زهيرى تتساقط ورقة من شجرة الفكر الوطنى المستنير، الذى كان يدعو إلى الحرية والعدالة والديمقراطية.

أما الكاتب الصحفى الكبير سعد هجرس فيتذكر كيف كان كامل زهيرى يصحبه إلى معارض الفن التشكيلى فى وقت الأزمات السياسية، ليستفيد من تذوق الفن فى الخلود إلى الراحة الفكرية، ومساعدة العقل على التفكير والإبداع بعيداً عن زخم الحياة وتقلباتها. وكان زهيرى مثال الفنان الحقيقى الذى يؤمن بالمدرسة الواقعية، التى تجمع بين الشرق وسحره والغرب وتجديده. ويقول هجرس, إن عشقه للقاهرة جاء من خلال بحثه عن مقتنيات وزخارف واكتشاف أماكن لم يتناولها أحد من قبل، قدمها فى كتابه مدن ونساء، وكانت له كلمة شهيرة "دمعة على حد الخلود" تعبيراً عن إعجابه بتاج محل، أحد عجائب الدنيا السبع وطرازه المعمارى الرفيع.

ويضيف هجرس, أن رحيل زهيرى هو مؤشر خطير على تساقط رموز الصحافة المصرية، الحديثة والمناضلين من أجل حرية الرأى والتعبير.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة