كريم عبد السلام يكتب: الظواهرى وبيزنس الإرهاب

الإثنين، 24 نوفمبر 2008 04:05 م
كريم عبد السلام يكتب: الظواهرى وبيزنس الإرهاب الارهاب أكل عيش الظواهرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄أيمن قبض100 ألف دولار للقيام بـ10 عمليات إرهابية فى مصر لصالح جهات بالسودان
◄أمراء القاعدة والجهاد يعيشون حياة "سفارى" ممتعة مليئة بالسلطة والمال

الحرب الكلامية بين أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة والسيد إمام عبد العزيز زعيم تنظيم الجهاد المصرى، كشفت الكثير من خبايا الجماعات الدينية، الأول يلقب بشيخ المجاهدين والثانى يلقب بـ "مفتى المجاهدين فى العالم"، كان الاثنان رفيقى درب بدءاً من كلية الطب جامعة القاهرة فى الستينات من القرن العشرين، وخرجا معاً إلى السعودية ومنها إلى أفغانستان. حيث وجدا الفرصة لإخراج مسلسلهما عن الثورة الإسلامية الشاملة وإعادة فتح ديار الإسلام بعد تحولها لديار كفر وإلحاد حسب مزاعهما.

لم يفترق الاثنان إلا أواخر التسعينات عندما تحالف الظواهرى مع أسامة بن لادن لينطلقا إلى آفاق رحبة من العنف والتدمير، بينما انسحب السيد إمام من الميدان ومن اسمه الوهابى الحركى عبد القادر بن عبد العزيز، متوجهاً إلى اليمن, حيث تذكر مهنته القديمة الطب واسمه المصرى، وعمل طبيباً باسمه الحقيقى.

بعد أحداث سبتمبر 2001، كان شعار الظواهرى وبن لادن "لا تراجع ولا استسلام", وكان شعار السيد إمام هو إعادة النظر فى أفكاره التى سوغته فقهياً فى الماضى. السلطات اليمنية ألقت القبض عليه وسلمته لمصر, وظل بسجونها حتى العام الماضى، حيث وضع كتابه الشهير "وثيقة ترشيد العمل الجهادى" الذى يدين فيه كل ممارسات العنف والإرهاب التى اقترفتها عناصر القاعدة والجهاد ومن لف لفهما، و أعاد النظر فى مفهوم الجهاد نفسه, المفهوم الذى استند إليه أمراء الجماعات المتطرفة، ليجندوا شباباً لا يعرفون أين يوجهون طاقاتهم.

كانت وثيقة السيد إمام ضربة موجعة لأمراء العنف, لأنها جاءت من الرجل الذى اعتمدوه لسنوات طويلة مرجعية فقهية. وقدم هدماً للأسس التى انطلقوا منها لإعلان وجودهم وتبرير أفعالهم.

الرد على وثيقة ترشيد العمل الجهادى جاء من أيمن الظواهرى فى كتابه "تبرئة أمة السيف والقلم من منقصة تهمة الخور والضعف" نسب فيه إدانات إمام إلى العمالة لأمريكا واليهود دون أن يأتى بدلائل فقهية يمكن الاعتداد بها، وبرر جرائم القاعدة أو تنظيم الجهاد الإسلامى، فى حق الأبرياء والمدنيين.

السيد إمام وجد كتاب الظواهرى فرصة لكشف مزيد من كواليس القاعدة وعلاقات أمرائها بتجارة الحروب وبيزنس العنف، فوضع رسالة جديدة عنوانها "مذكرة التعرية لكتاب التبرئة" يرد فيها على اتهامات الظواهرى، وأخطر ما فيها, أنها تكشف تفاصيل مرعبة حول كيفية تحول شعارات "الجهاد ومواجهة الصليبيين واليهود" التى حملها أمراء القاعدة والجهاد، إلى وسيلة للاسترزاق والتجارة، يربحون من ورائها ملايين الدولارات ويعيشون كالأباطرة حياة "سفارى" ممتعة مليئة بالسلطة، يرضون بها رغبة بالزعامة والتفوق، عجزوا عن أن يحققوه من خلال مساراتهم المهنية والعلمية.

يورد السيد إمام، فى جريدة الشرق الأوسط عدد الثلاثاء 18 نوفمبر موقفاً دالاً ينبغى أن يقف أمامه المحللون طويلاً، عندما التقى إمام بالظواهرى فى السودان عام 1993، وطالبه بالتوجه لتحصيل العلم الشرعى بدلاً من السعى لمزيد من العمليات الإرهابية خصوصاً داخل مصر، رد الظواهرى حرفياً, إنه ملتزم أمام السودانيين بتنفيذ عشر عمليات فى مصر، وإنه تسلم منهم مائة ألف دولار لهذا الغرض.

لقد أدين أمراء وأعضاء القاعدة والجهاد الإسلامى وغيرهما من التنظيمات التى تتبنى العنف ضد الأبرياء، بالانحراف الفكرى والضلال، و أدينوا بتنفيذ عمليات إجرامية انطلاقا من هذا الانحراف الفكرى، وهى تهمة فتحت باب الجدل الذى لم يغلق، لكن الجديد والخطير فى الحرب الكلامية بين الظواهرى وإمام، أن أمراء العنف وأباطرة الإرهاب كذابون فيما يعلنونه من تفسيرات للجهاد، وأنهم مجرد تجار حروب ومقاولى عمليات إرهابية لايختلفون عن القراصنة وقطاع الطرق والقتلة المأجورين، فهم يلتحقون بمن يدفع وينفذون أوامر من يملأ جيوبهم حتى يظلوا فى أماكن الزعامة ولا ينفض أتباعهم من حولهم.

فى سبيل بقائهم زعماء وقادة ميدانيين ومجاهدين ومروجى شرائط فيديو عن النضال والمقاومة، يدفعون بالأغرار من الشباب إلى العمليات الإرهابية, بعد أن يملأوا أدمغتهم بوعود الخلود فى الجنة، كما كان يفعل جدهم الأكبر الحسن الصباح مع أتباعه الحشاشين!
ولم يعد الانحراف الفكرى هو الاتهام ولا تبرير التطرف فى تفسير الأحكام الفقهية مقنعاً، فأصابع الاتهام الخمس تشير الآن إلى أمراء الإرهاب بوصفهم قتلة مأجورين، هم أول من يعلم أنهم قتلة يطالبون بأجورهم قبل تنفيذ عملياتهم القذرة .. نعم سقط القناع الأخير.

لمعلوماتك
59 سائحاً أجنبياً راحوا ضحايا لمذبحة الأقصر عام 1997.
25.1% من إيرادات النقد الأجنبى مصدرها صناعة السياحة، حسب دراسة للبنك الأهلى المصرى.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة