صرح الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية, أن متحف المخطوطات شهد العديد من التطورات والتجديدات بعد إعادة ترميم مقتنياته، وإعادة تجديد قاعة العرض المتحفى، والتى شهد الرئيس الإيطالى الافتتاح التجريبى لها الشهر الماضى، وتبرع للمكتبة بفترينات مخصصة للمخطوطات والكتب النادرة.
أشار الدكتور سراج الدين إلى أن المتحف يحوى مجموعة من الكتب المنمنمة والتى بلغ عددها 154 كتاباً، منها طبعة قديمة من التوراة باللغة العربية مكتوبة على لفافة طويلة، أهدتها إلى المتحف رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر، ومجسم الحرم المكى، ومخطوطة باللغة العبرية داخل علبة خشبية, ومجموعة من التراجم لمعانى القرآن الكريم بمختلف اللغات.
وأوضح سراج الدين أن قاعة العرض المتحفى شهدت توسعة شاملة وتطويراً لأسلوب العرض, سواء على مستوى الأفراد ممن يقومون بتقديم خدمة الإرشاد داخل المتحف، أو على مستوى المعروض من حيث المحتوى وطريقة عرضه ووحدات العرض, مضيفاً: يتضح التطوير بشكل أكبر فى استخدام أساليب إضاءة جديدة داخل المتحف، باستخدام كشافات ضوئية متطورة من شأنها أن تقلل من الضرر الذى يمكن أن يحدث للمخطوطات المعروضة إلى أقصى حد ممكن، هذا بالإضافة إلى طريقة تسليط الضوء وزاياه مما أضاف شكلاً جديداً للمتحف.
تم تعليق جدارية لأقدم نسخة مخطوطة من الإنجيل باللغة العربية فى مدخل المتحف، مكتوبة بالخط الكوفى، مع إشارات للمناسبات التى تقرأ فيها هذه الآيات مكتوبة باللون الأحمر، ويرجع تاريخ نسخ هذه المخطوطة لسنة 482 هجرية، وهى مكتوبة على الرق ومحفوظة بدير سانت كاترين, ويلى هذه الصورة" الجدارية" ثلاثة نماذج من مخطوطات للقرآن الكريم، لنسخ بديعة مزخرفة تمثل مجموعة من أبدع المخطوطات القرآنية الموجودة بالمكتبة.
ويضم المتحف صفحات من قصيدة البردة للإمام البوصيرى، والتى يرجع تاريخها للقرن السابع عشر الميلادى، وهى نسخة خزائنية قيمة، كانت محفوظة فى خزانة السيدة عائشة ابنة إسماعيل الخازن، وتعد أجمل النسخ لهذه القصيدة، حيث تحتوى على قدر كبير من التذهيب والزخرفة، بالإضافة إلى كونها مكتوبة بطريقة "التخميس" وهو فن من فنون الأدب والشعر، ثم بعد ذلك صورة من مخطوطة " مسالك الأبصار فى ممالك الأمصار" لابن فضل الله العمرى، وهى مخطوطة فى التاريخ، ثم جدارية "صورة" من مخطوطة السنن لابن ماجة، وهى مخطوطة من أجمل وأقيم ما تحتويه المكتبة من مخطوطات.
ونوه الدكتور سراج الدين بأن المتحف يحرص على عرض الإصدارات الرقمية للمخطوطات، بطريقة الصفحات المتصفحات التخيلية، والتى تمثل وسيلتنا لربط التراث بالعصر الرقمى الحديث، وذلك بعرض نسخ كاملة من المخطوطات العربية على شاشات تعمل باللمس، وباستخدام أحدث التقنيات الرقمية وبرنامج المتصفح التخيلى, الذى تم تطويره بمركز المخطوطات، حيث يتمكن الزوار من الاطلاع على المخطوطة وتصفحها، وتكبير أجزاء بعينها، وكذلك الاستماع إلى التعليق والشرح المصاحب.
