طبيعى أن تحظى خطابات السيد الرئيس بالاهتمام، فهى موقف سياسى من أعلى رأس بالدولة ورئيس السلطة التنفيذية، ولكن الإعلام الحكومى المنافق طوال الوقت والإعلام الرافض طوال الوقت، يفسدان كل شىء، حتى ولو كان لصالح البلد.
سمعت اليوم الأحد، بالصدفة برنامجاً طويلاً عريضاً فى الإذاعة، انطلق من أن خطاب الرئيس تقريباً من المقدسات، وليس خطاباً سياسياً نختلف ونتفق عليه، فقدم المذيعان وضيوفهما وصلات، وليعذرونى، من نفاق لا يخطر على بال .. مثل أن الرئيس هو الوحيد فى العالم الذى يحرص على لقاء الشباب فى مواعيد سنوية، ناهيك عن أن اختيار الضيوف كان يجب أن يكون من تيارات مختلفة تناقش وتحلل، أليست الإذاعة ملك الشعب؟، ولكن كانوا كلهم يصبون فى خانة النفاق، وبالطبع لم تكن هناك أسئلة من المذيعين، ولكن كلاماً من نوع: خطاب السيد الرئيس كان تاريخياً، شدد فيه على حرصه على محدودى الدخل، فما رأيك؟
والحقيقة أن ما فعله المذيعان جزء من سياق عام لا يعترف بأن دور الإعلامى أو الصحفى هو السؤال وليس الإجابة، وذلك بهدف توسيع دائرة النقاش، لكى يستفيد المستمعون ويستفيد صانع القرار، ليعرف اتجاهات الرأى العام ويطور أفكاره.
فمن القضايا التى تم طرحها فى خطاب السيد الرئيس، قانون البث الفضائى الذى أشار إليه الرئيس ولابد من إدارة نقاش حوله حتى لا يكون قيداً على حرية الرأى والتعبير، وتخصيص مقاعد للمرأة فى مجلسى الشعب والشورى، وهى بالفعل تفتح الباب لمشاركة فعالة لنصف المجتمع، ولكن كانت تحتاج إلى طرح أسئلة جادة، منها مواقف بعض القوى السياسية، فقد اتهم الإخوان هذا التخصيص بأنه عنصرى، ومنها هل يمكن أن نخصص مقاعد للمسيحيين؟
الإعلام الحكومى، الذى ندفع ثمنه من جيوبنا مثله مثل الإعلام الرافض طوال الوقت، فلا يناقش ولا يحاور مختلف الأطراف بهدف طرح أفكار أو تطوير أفكار مطروحة، ولكن ما يهمه هو تسخيفها، ولو أمكن قتلها، مثلما يحدث الآن مع فكرة تمليك المصريين صكوك بعض الشركات.
وما بين الاثنين، الإعلام المنافق والإعلام الرافض، تضيع أفكار جيدة وتضيع مصالح الناس.
سعيد شعيب يكتب: متى يتوقف الإعلام عن نفاق الرئيس؟
الأحد، 23 نوفمبر 2008 07:53 م
ما بين الإعلام المنافق والإعلام الرافض تضيع أفكار جيدة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة