خبراء يعقبون على التقرير العربى للتنمية الثقافية: الثقافة العربية فى الإنعاش

الأحد، 23 نوفمبر 2008 11:06 ص
خبراء يعقبون على التقرير العربى للتنمية الثقافية: الثقافة العربية فى الإنعاش معدلات التعليم وحركة التأليف والنشر متدنية فى عالمنا العربى
تحقيق محمد نجم الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"إذا لم تكن مشغولاً بأن تولد فأنت مشغول بالشراء"، حكمة قالها فيلسوف غربى جاءت معبرة تماماً عن موقف العرب من الثقافة والتعليم، والذى عبر عنه أول تقرير صنعه العرب بأيديهم على طريقة "وشهد شاهد من أهلها".

التقرير العربى الأول عن التنمية الثقافية الذى أطلقته مؤسسة الفكر العربى، جاء معتمداً على وسائل الاستقراء والإحصاء والتحليل، وبعيداً عن أى أيدلوجية منشغلاً بأدوات الثقافة العربية.

التعليم
تجاوز التقرير 700 صفحة، واشتمل على خمسة ملفات أساسية هى التعليم العالى فى البلدان العربية والإعلام العربى وحركة التأليف والنشر فى 18 دولة عربية والإبداع العربى "من شعر وسينما ومسرح ودراما وموسيقى وغناء"، كاشفاً أن معدل الالتحاق بالتعليم الجامعى عربياً لا يتجاوز 21%، بينما فى كوريا الجنوبية 91% وإسرائيل 58 %، كما كشف التقرير أيضاً عن مفارقة غريبة، وهى زيادة معدل التحاق الإناث بالتعليم الجامعى، وبلغت 49%، وهى نسبة تعلو عن مثيلتها فى اليابان 45% وكوريا

الجنوبية 37%، ورصد التقرير أيضاً نسبة الكفاية من الأساتذة الجامعيين إلى عدد الطلاب، حيث بلغت فى الوطن العربى أستاذ جامعى لكل 24 طالباً، بينما فى اليابان أستاذ جامعى لكل 8 طلاب وفى أمريكا أستاذ لكل 13 طالباً.

غياب المستقبل
وعن مدى أهمية هذا التقرير بالنسبة للتعليم والاستفادة منه، أشار عبد الحفيظ طايل مدير المركز المصرى للحق فى التعليم، أن التقرير يعطى مؤشرات مقارنة مع دول أفضل من حيث معدلات التنمية، مما يتيح لنا قياس الفجوة، وكلما زادت المقارنات كلما أمكن قياس الفجوة، وعن النسب التى جاءت فى التقرير، يقول إن النسب غير مرضية، كما أنها أقل بكثير من المتواضعة، أما عن نسبة الإقبال على دراسة العلوم الاجتماعية والإنسانيات عن الدراسات البحثية والعلوم التطبيقية، أشار إلى أن الحكومة المصرية، على سبيل المثال، لا تعمل على بناء المستقبل فى عقول الطلاب وإنما تعمل دائماً على تثبيت الماضى.

وتناول التقرير، الإعلام بكل وسائله المقروءة والفضائية والإلكترونية، حيث أظهر على الصعيد الفضائى أن مجموع الفضائيات العربية وصل لـ 482 فضائية، والرقم فى تزايد مستمر، كما أن القنوات الدينية تستحوذ على نسبة 19% والأغانى 18% والأدب والثقافة تبلغ 4.8%، وذلك من إجمالى القنوات.

الإنترنت عند العرب الأضعف ثقافياً
ومن ناحية أخرى، تناول التقرير دوافع الدخول على شبكة الإنترنت، ويأتى دافع الترفيه فى الصدارة بنسبة 46%، ودافع التماس المعلومات بنسبة 26%.

أما بالنسبة للمواقع الإلكترونية والمدونات، فقدر عدد المدونات بـ 490 ألف مدونة، وهى نسبة لا تتعدى 0.7 من مجموع المدونات عالمياً وفى مصر 162 ألف مدونة بنسبة 31% من إجمالى المدونات العربية.

وبالنسبة للمواقع المسجلة على الإنترنت 41745 موقعاً، ولا يشكل العدد إلا نسبة 0.026 من عدد المواقع المسجلة عالمياً أى بنسبة تؤول إلى الصفر.

ومن الجوانب التى استحوذت على اهتمام مهم فى التقرير، هو جانب النتاج العربى من التأليف والنشر، حيث أشار إلى أن عدد الكتب المنشورة لعام 2007 بلغ 27809 كتب، استحوذت النسبة العليا منها على الأديان والأدب والإنسانيات، والتى بلغت حوالى 65% من إجمالى الكتب المنشورة، ونسبة 15% فى العلوم والمعارف، وبالنسبة إلى معدل القراءة فهناك كتاب لكل 12 ألف موطن عربى، بينما فى المملكة المتحدة كتاب لكل 500 مواطن إنجليزى، أى أن معدل القراءة عند العرب لا يتجاوز 4% من الإنجليز.

واقعى وموضوعى
وعن هذه النتائج، يعلق الكاتب الصحفى صلاح عيسى بأن كل ما جاء بالتقرير واقعى وموضوعى، وجميع النسب مفزعة، ودلت على الواقع العربى الذى يفتقد إلى الثقافة، مشيراً إلى أن المطبوعات الثقافية على سبيل المثال ليست ذات أهمية، كما أنها بنفس العناوين القديمة وتعاد طباعتها.

وأرجع عيسى ذلك لما حدث من ثورة نفطية، فأصبحت الأمة العربية تعيش على الريع، وافتقدت قيمة العمل فانحطت قيمة الثقافة، وأصبح امتلاك الكتاب مجرد شىء من الوجاهة الاجتماعية أو الديكور.

وعن أهمية صدور تقرير للحكومات، أكد عيسى أن الأهمية تعود لكل الجهات من أفراد ومؤسسات النشر ومواقع الإنترنت، فالفرد يجب أن يقرأ ثم دور النشر عليها إعادة وتطوير المطبوعات ووضع سياسة لتنشيط القراءة والإعلام.

ومن ناحيته، يقول د.رفيق الصبان الناقد السينمائى، والذى شارك فى صياغة التقرير بأن التقرير جاء ليكون رصداً للواقع، وفقاً لوجهة نظر موضوعية، جاءت نتائج التقرير مرتكزة على قاعدة بيانات موثوق فيها ومعترف بها، مستشهداً بموقف القطاع العام من السينما سابقاً، والذى كان يقدم أعمالاً جيدة بالمقارنة بالقطاع الخاص الآن، وأضاف بأن نتائج التقرير غير مرضية بالنسبة لمنطقة كبيرة كالوطن العربى.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة