تبدأ فعاليات الملتقى العربى الدولى لحق العودة المقرر انطلاقه صباح الاثنين بالعاصمة السورية دمشق على مدار يومين، متخذاً "العودة حق" شعاراً له.
بدأت الوفود العربية المشاركة فى الوصول للعاصمة السورية دمشق اليوم السبت، واقترب اليوم السابع من المشاركين فور وصولهم لاستطلاع آرائهم فى انعقاد الملتقى وأهدافه وبرنامجه.
"معن بشور" رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الدولى لحق العودة ورئيس تجمع اللجان والروابط الشعبية اللبنانية، أرجع التجاوب العربى مع الملتقى إلى التعبير الواضح عن مسائل عدة أولها الشعور بالمخاطر التى تهدد حق العودة, رغم أنه حق مشروع بكل المقاييس, ويضيف السبب الثانى هو الحاجة إلى قيام أكبر تجمع شعبى عربى وعالمى وراء القضية الفلسطينية, والثالث هو الارتقاء بالخطاب السياسى إلى المستوى اللائق بالقضية الفلسطينية.
ويشير بشور إلى أن الحضور لا يقتصر على النخبة فقط, وهناك عدد كبير من أبناء شعب فلسطين من الداخل والخارج والشتات سوف يحضرون الملتقى ليساهموا فى بلورة نتائجه بما يخدم قضيتهم وقضيتنا الفلسطينية ،مضيفاً الملتقى هو ثمرة جهد قامت به 57 هيئة عربية وفلسطينية وعالمية, ولكنه أيضا ثمرة تجاوب العديد من الشخصيات والناشطين كأفراد.
وأكد "بشور" أن الملتقى يعتبر تنظيماً أهلياً شعبياً مستقلاً عن أى نظام أو حكومة, وأن علاقة سوريا بفلسطين راسخة وعميقة تاريخياً منذ قيادة "عز الدين القاسم" أول الثورات الفلسطينية ضد الاحتلال وصولاً إلى دورها الرائد فى دعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية فالمؤتمر رغم كونه مستقلاً, لكن سوريا تحتضنه تحت موقفها القومى العربى.
الدكتور سلمان أبو ستة المنسق العام لمؤتمر حق العودة قال, إن مجرد عقد مؤتمر عن حق العودة يحضره خمس آلاف مشارك من البلاد العربية والأجنبية, هو أكبر دليل عن مركزية حق العودة فى القضية الفلسطينية, وهى قضية العرب والمسلمين الأولى, فهذا هو الدواء لأكبر جريمة بالقرن العشرين وهى جريمة التطهير العرقى الذى اقترفته إسرائيل بإخلاء فلسطين من أهلها والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وطمس تاريخهم وهويتهم الفلسطينية.
أشار أبو ستة إلى أن السبب المباشر لهذا المؤتمر هو أن حق العودة فى خطر حقيقى بسبب ابتعاد الأنظمة العربية عن القيام بواجبها نحو هذا الحق, وكذلك وجود سلطة فلسطينية تحت الاحتلال تحاول إيجاد تسوية مع العدو الصهيونى دون أى مبرر ودون أى نتيجة.
قال أبو ستة, إنه يفخر بالشعب العربى، مضيفاً المبادرة العربية التى يتم تسويقها الآن لن تؤدى إلى حق العودة لأن النص المستعمل يفرغ هذه المادة من محتواها, لذلك فإن مؤتمر حق العودة هنا رد اعتبار لمركزية حق العودة الحقيقى وعدم اقتناع بالمبادرة العربية شعبياً لأنها لا تحقق حق العودة.
نحو خطاب عالمى مستنير
كما شددت أهداف الملتقى على أهمية استنباط خطاب عالمى مستنير قادر على توسيع دائرة المتعاطفين مع القضية الفلسطينية ومحاصرة المشروع الصهيونى الاستيطانى الاستعمارى العنصرى التوسعى دون تنازل عن الحقوق الثابتة والتاريخية بشعب فلسطين.
يلقى الملتقى تغطية إعلامية كبيرة من مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية ويشارك به العديد من الرموز الإعلامية فى مقدمتهم الإعلامى المصرى "حمدى قنديل"، وعن دور الإعلام يقول يوسف الشولى مشرف الأخبار بقناة الجزيرة, إن المؤتمر يعتبر هاماً لكونه يصب فى أبرز حلقات القضية الفلسطينية, وهى حق العودة واصفاً إياه بأنه هو مفتاح الحل.
ويرى الشولى أن عودة أكثر من أربعة ملايين فلسطينى إلى ديارهم يعتبر إنهاءً للقضية الفلسطينية بتطبيق الشرعية الدولية، وأضاف حق العودة يمس حياة الجزء الأكبر من الشعب الفلسطينى, ويعتبر ضماناً لديمومة القضية الفلسطينية، التى شكلت فى الشتات روافد للقوى الفلسطينية التى انطلقت منها الثورة والانتفاضة الأولى, وسينطلق منها حق العودة أيضاً, وهذا يعتبر ضمانة بأن القضية الفلسطينية لن تندثر.
وقال الشولى إن الخطورة الإعلامية تكمن فى تناول وسائل الإعلام للقضية باعتبارها مجردة كقصة إنسانية فقط, لذلك فالأفضل أن نعمل كإعلاميين على تطبيق إبراز حق العودة كحل جذرى, وهذا الحدث هو جزء من الصورة التى تهم قطاع جمهور المشاهدين, ويعكس واقع الحياة السياسية الفلسطينية جزءاً من واقع الحياة السياسية العربية.
فى الوقت المناسب
يأتى الملتقى فى وقته، حسب قول حمزة منصور رئيس مجلس الشورى لحزب جبهة العمل الإسلامى ورئيس كتلها البرلمانية بالأردن، مضيفاً تشتد المؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال محاولة حذف المقاومة والضغط على السلطة التى تدعى تمثيل الفلسطينيين للانتزاع كثير من حقوقها, وفى مقدمتها حق العودة والقدس، وأضاف لا نستغرب قيام القوى الحية بعمل تنظيمات للتأكيد على الموقف الحازم الذى يعتبر من ثوابت القضية الفلسطينية وهو حق العودة الكامل للفلسطينية ففلسطين بلد عربى لا تقبل القسمة إلا على واحد, والواحد هو شعبها الذى عاش على هذه الأرض منذ 6 آلاف سنة.
ومن جانبه يرى د.منير شفيق المنسق العام لمؤتمر القومى الإسلامى أن الملتقى مهم من حيث القضية التى يتناولها ومهم من حيث التوقيت، ويضيف من الناحية الجوهرية قضية حق العودة أهم أركان القضية الفلسطينية, فهو حق تسلم به كل شرائع السماء فحق الشعب والأفراد فى العودة لبلادهم هو حق أساسى ومقدس مشيراً إلى أن الكيان الصهيونى لا يستطيع إلا تهجير الفلسطينيين الذين عليهم التمسك بأرضهم وبحقهم فى العودة إليها.
أما من حيث التوقيت فمساعى التسوية الدائرة حالياً على نار حامية أكثر من أى وقت مضى تؤكد على أنه لن تكون تسوية إلا بطرح حق العودة من جانب الفلسطينيين.
أشار الشيخ الدكتور فتحى يكن رئيس جبهة العمل الإسلامى بلبنان إلى أن حق العودة حق بديهى, بل وواجب شرعى والتخلى عنه هو تخل عن فلسطين، وأضاف التخلى عن حق العودة يعنى بالفعل تأييداً للمشروع الصهيونى الذى يقوم بالفعل ابتداء من إسرائيل الصغرى وصولاً إلى إسرائيل الكبرى, وتأييداً لوعد بلفور بأن تكون فلسطين للصهيونية العالمية, وبناء على ذلك فكل من يقف رافضاً لحق العودة يعتبر خائناً سواء كان ملكا أو أميراً أو نظاما أو أى شخص فى أى موقع كان، ففلسطين وقف لهذه الأمة الإسلامية.
لا لتوطين الفلسطينيين
من جانبه قال محمد الحمورابى أستاذ فى القانون الدولى وعضو الأمانة العامة للمؤتمر القومى العربى أن هذا الملتقى يعتبر تعبيراً باسم الأمة العربية والإسلامية عن رفض التوطين لشعب الفلسطينى خارج أرضه, وتأكيداً لحق عودته إلى وطنه انطلاقا من شرعية المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة التى يصل عددها 130 قراراً, بالإضافة إلى الشرعة الدولية لحقوق الإنسان وكافة المواثيق الدولية تأكيداً على أن اغتصاب الأوطان لا يعطى حقاً للمغتصب ولا تسلب حقاً ممن اغتصب منه بشكل فردى.
ويضيف الحمورابى, يهدف الملتقى إلى اقتراح آليات وبرامج عملية تهدف إلى الدفاع عن حق العودة وإعطائه موقعه المركزى فى القضية الفلسطينية, وحشد الدعم الدولى له خصوصاً من خلال اللجان والمؤسسات والهيئات والمراكز المهتمة بهذا الأمر.
يأتى توقيت انعقاد الملتقى بالتزامن مع الذكرى الستين للإعلان العالمى لحقوق الإنسان (10/12/1948) الذى يؤكد على حق كل إنسان فى العودة إلى وطنه وبيته وممتلكاته ويدين فكرة اقتلاع الإنسان من أرضه ومع الذكرى الستين لصدور القرار الدولى 194 (11/12/1948) الذى يأتى ضمن قرارات عدة تؤكد على حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين، بالإضافة إلى ذكرى اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى (29/11) الذى تحتفل به كل عام منظمة الأمم المتحدة منذ عام 1977.
ومن المقرر أن يتضمن برنامج الملتقى, بالإضافة إلى حفل افتتاح تتحدث فيه شخصيات فلسطينية وسورية وعربية، محاضرات لنخبة من رجال الفكر العربى و22 ندوة يرأسها بعض أبرز المشاركين فى الملتقى, ويشارك فيها أكثر من 170 باحثا ومختصاً ومناضلاً, بالإضافة إلى ورش عمل تشرف عليها اتحادات وهيئات وخبراء, وهناك أيضاً لقاءات شعرية ومعارض للفنان الفلسطينى الكبير الراحل إسماعيل شموط وتمام الأكحل وللرسام الشهيد ناجى العلى وجدارية فلسطين التى يشرف عليها عبد الله حمودة، ومعارض تتصل تحديداً بحق العودة وأوضاع اللاجئين ولقاءات شعرية متعددة.
وتقرر أن يكون ضيف الملتقى الرئيسى رئيس وزراء ماليزيا السابق الدكتور مهاتير محمد, بالإضافة إلى شخصيات فلسطينية وعربية وعالمية بارزة فى مقدمتها الدكتور عزمى بشارة رئيس حزب التجمع الوطنى الديمقراطى والنائب البريطانى جورج جالوى, بالإضافة إلى العديد من رموز العمل السياسى العربى والدولى فى مجال القضية الفلسطينية, كما سيجرى خلال الملتقى تكريم رموز نضالية وشخصيات فلسطينية تاريخية.
يذكر أن عدد المشاركين فى الملتقى تجاوز أربعة آلاف وخمسمائة مشارك جاءوا من 54 بلداً عربياً وإسلامياً وأجنبياً، وهم فى أغلبهم يمثلون الاتحادات والمؤتمرات والأحزاب والجمعيات والنقابات والمنتديات, ويشكلون شبكة عالمية لنصرة فلسطين.
4500 مشارك من 54 بلداً عربياً وإسلامياً وأجنبياً
الملتقى العربى لحق العودة.. نحو شبكة عالمية لنصرة القضية الفلسطينية
الأحد، 23 نوفمبر 2008 12:41 ص
تجمع شعبى عربى وعالمى وراء القضية الفلسطينية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة