مازالت الإذاعة تلعب الدور الأقوى فى تغطية المهرجانات السينمائية، بما تخصصه من مساحات إذاعية ولقاءات مع متخصصين يستطيعون بكل قوة وضع المستمع داخل الأحداث، فى حين بدت القنوات التليفزيونية المتخصصة تغطيتها لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى هزيلة بلا جدوى, وظهرت أشبه بتأدية الواجب، وجاءت كرسائل الـsms مختصرة وبلا مضمون.
فتجد مثلاً رسائل مهرجان القاهرة السينمائى الدولى التى تذاع حالياً على شاشة القناة الأولى وتثبت فيها كل يوم أن الرسالة لاتتعدى الـ 10 دقائق تحتوى على تقرير عبارة عن صورة من ندوة أو عرض فيلم, يعقبها كلمتين على لسان المذيعة مريم زكى وشكراً.
ووصل الأمر أنه فى أول يوم افتتاح المهرجان عرضت الرسالة محتوية على أخطاء للمذيعة مريم زكى دون إجراء مونتاج لها, حيث تلجلجت وقامت بتكرار كلمة واحدة لثلاث مرات.
أما إذاعة الشرق الأوسط فأبدع مذيعها فى نقل أحداث وفاعليات المهرجان, وخاصة بعد عرض فيلم الافتتاح وكيف أجرى المذيع لقاء مع الناقد والكاتب الصحفى كمال القاضى, الذى أبدع فى رسم ملامح المهرجان ورصد عيوبه ومميزاته، وكيف رصد قراءة تحليلية لفيلم الافتتاح الذى وصفة أنه تناول الفيلم وقضية الهجرة الخارجية كمشكلة تعانى منها تركيا.
وكيف ربط القاضى بين ما يعرضه الفيلم دون صراخ وجعجعة من قضية حيوية نعانى نحن أيضا منها, وهى قضية الهجرة مستخدماً عبارة يهربون من الموت إلى الموت ورأيه فى أنه رغم آراء النقاد أنه فيلم لا يتناسب مع الافتتاح، إلا أنه مناسب جداً بما رصده من حالة إنسانية وتحليليه لواقع الشباب العربى داخلياً وخارجياً.
تزامنت فاعليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى مع مهرجان مراكش بالمغرب، وهو ما كشف الستار عن التغطية الهزيلة للتليفزيون المصرى للمهرجان, وكيف أبدعت القنوات الفضائية المغربية فى تغطية مهرجانها وتحسين صورتها أمام العالم كله، بل وصل إلى حد تغيير الإطار التقليدى فى نقل رسالة المهرجان.
الرسالة التى تعرضها قناة " MEDIA 1 SAT " المغربية تنقسم إلى فقرة خاصة بالحوار الفنى مع أحد الشخصيات الهامة فى الوسط الفنى، وأخرى تعرض خلالها أجزاء طويلة من الأفلام التى يتم عرضها فى نفس اليوم فى إطار فعاليات المهرجان، بالإضافة إلى استطلاعات آراء الجمهور بعد مشاهدتهم للأفلام وأخيراً جوالات فى دور العرض السينمائية التى تفتح للجمهور مجاناً طوال فترة المهرجان.