الانخفاض الأخير فى أسعار البترول وصل لمستويات غير مسبوقة, حيث وصل السعر لأقل من 50 دولاراً مقابل حوالى 150 دولارفى السابق، ليصل التراجع فى سعر البرميل إلى 100 دولار، ورغم ذلك لم تتحرك منظمة الدول المصدرة للبترول "اوبك" تحركاً حقيقياً خلال مسلسل الانخفاض المستمر، وجاءت قراراتها دون أثر يذكر على الأسواق.
تصريحات شكيب خليل رئيس "أوبك" أمس الجمعة طرحت تساؤلات حول جدوى اجتماع القاهرة ، بعدما صرح بإمكانية اتخاذ المنظمة قراراً تاريخياً خلال اجتماع وهران فى الجزائر فى 17 ديسمبر القادم, وليس فى اجتماع القاهرة المقرر عقده 29 نوفمبر الحالى, مما يعنى أن ترقب السوق العالمى لنتائج اجتماعات القاهرة أصبح فى مهب الريح.
أثارت تصريحات شكيب التى وصفها المراقبون بالثورية الكثير من الانتقادات، على اعتبار أن سوق البترول لا يحتاج لمثل هذه القرارات الانفعالية، ولكنه يحتاج لقرارات مدروسة جيداً تحاول السيطرة على الأسعار التى أصبحت لغزاً محيراً بارتفاعها غير المبرر فى يوليو الماضى أو حتى خلال مسلسل الانخفاض المستمر، أخذاً فى الاعتبار أن القرار الأخير بخفض الإنتاج لم يمنع تدهور الأسعار، مما يعنى أن مواجهة الأزمة تستدعى إجراءات جديدة بناء على المعطيات الأخيرة يمكن من خلالها حماية الدول الأعضاء من خسارتها لأكثر من 100 دولار للبرميل.
كانت أوبك قررت خلال اجتماع 24 أكتوبر الماضى خفض الإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً، لكن القرار لم يكن له أثر يذكر, واستمرت الأسعار فى الانخفاض، بالتالى لم يعد قرار خفض الإنتاج هو الحل بل على المنظمة اتخاذ تدابير من شأنها احتواء مشكلة الانخفاض قبل أن تحدث أو على الأقل تقليل تأثيرها السلبى بدلاً من خضوعها لأوضاع السوق المتقلبة والتى أثرت سلباً على خطط التنمية فى الدول المنتجة, حيث بلغت خسارة دول أوبك فى الثلاثة شهور الأخيرة 700 مليار دولار بسبب انخفاض الأسعار.
تعليقاً على أوضاع السوق قال عدنان شهاب الدين الأمين العام السابق لأوبك, إن اجتماع القاهرة مهم على اعتبار أن العاصمة المصرية ستشهد فى الوقت نفسه اجتماعاً للوزراء العرب المعنيين بالبترول, وبالتالى سيكون على هامشه اجتماع أوبك التشاورى الذى يهدف فى الأساس إلى محاولة وضع آليات لضبط السوق والتمهيد الجيد لاجتماع وهران.
ونفى شهاب الدين ما يتردد عن تهميش اجتماع القاهرة، فيما قال خبير البترول وليد خدورى, إن السوق محير جداً للمراقبين, وسيكون له تأثير بالفعل على خطط كل دولة خلال عام 2009 بسبب انخفاض الأسعار المخيف، وطالب الدول المعنية باتخاذ إجراءات من شأنها ضبط السوق بصورة جيدة وطمأنة جميع العاملين فى القطاع على مستوى العالم، سواء فى اجتماع القاهرة التشاورى أو اجتماع وهران المرتقب.
تراجع سعر البرميل من 150 دولاراً إلى 50 دولاراً فقط
تخبط أوبك أمام انهيار أسعار البترول
السبت، 22 نوفمبر 2008 08:34 م
شكيب خليل رئيس "أوبك" -AFP
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة