لم تكن حالة التوتر والتصادم الحالية بين بدو سيناء وقوات الأمن هى الأولى من نوعها، فقد شهدت الفترة ما بين عامى 2004 و2006 حملات أمنية مكثفة ضد البدو فى سيناء، ونجحت مجموعة من البدو عام 1999 فى التسلل لإسرائيل عبر صحراء النقب، ومؤخراً قام أفراد من بدو سيناء ومجموعة من الأجانب بالتسلل من الحدود المصرية إلى غزة، كما قام البعض الآخر منهم باعتقال رجال الشرطة والدخول معهم فى اشتباكات، الأمر الذى يثير العديد من الأسئلة، يتعلق أهمها بطبيعة السياسة الأمنية التى ينتهجها الأمن فى التعامل مع بدو سيناء، والأخطر من ذلك ما يتعلق بقضية التسلل عبر الحدود وما تثيره من مشاكل، حاولنا التعرف على إجابات وتفسيرات عن الأسئلة السابقة خلال الحوار مع الخبير الاستراتيجى اللواء طلعت أحمد مسلم، التفاصيل ..
هل يتعامل الأمن مع بدو سيناء بصورة عنيفة؟ ولماذا تشهد منطقة سيناء من حين إلى آخر العديد من التوترات والمصادمات؟
عدد مرات الاشتباك مع قوات الأمن والبدو ضئيلة، فلم تزد فى السنوات الأخيرة على حادثين أو ثلاثة، والصورة ليست سيئة للدرجة التى تصورها بها وسائل الإعلام، وما يحدث هو أن قوات الشرطة تتعامل دائماً مع أى جريمة بنوع من الشك سواء كان العنصر البشرى فى الجريمة بدواً أم غير بدو، ويمتاز البدو دائماً بأنهم قريبون من الحدود ومصادر ثروتهم وحصولهم على الرزق غالباً ما تكون غير معروفة (مشبوهة)، هناك احتمال أن تقوم مصادر ذلك غير قانونية، وبالتالى تقوم الشرطة بطبيعتها بالتعامل بأساليب معينة من الضبط والحزم مع البدو مثلهم مثل غيرهم.
هل تتوقع أن ينتهى هذا الصدام بتدخل من الجيش أم أن الشرطة ستتفاوض مع هؤلاء وتتعامل بصورة أكثر مرونة؟
لا أعتقد ذلك، لأن الذى سيحسم هذه المشاكل والاشتباكات هم أعضاء مجلس الشعب والمجالس المحلية، والتى من الضرورى أن تتدخل بصورة فورية لإنهاء ذلك بما يحقق الصالح العام.
هل تعتقد أن هناك قوى خارجية خافية كإسرائيل وراء ما حدث؟
قال اللواء طلعت مسلم بلهجة حادة: لا ينبغى أن نلقى بالمسئولية على الأطراف الخارجية، ولا شك أن أى مشكلة ستحاول القوى الخارجية إشعالها والاستفادة منها، ولكننا يمكننا أن نعتبر ذلك عاملاً مساعداً وليس أساسياً فيما حدث.
إذا كان الأمر كذلك، فما السبب الحقيقى وراء ما حدث؟
فى تخيلى قد يكون التهميش الاجتماعى والسياسى فى منطقة سيناء عبر العقود الماضية وراء ذلك.
إذا تطرقنا لحادث التسلل عبر الحدود .. ما هى الأسباب الحقيقية وراءه وما مخاطره؟
التسلل ظاهرة طبيعية، لأن الإنسان دائماً يتطلع لتحقيق أهداف وأحلام بعضها لن يتحقق إلا بالخروج من البلاد، وإذا كانت البلد حالتها الاقتصادية متردية كما هو الحال فى مصر فلن تساعد بالتأكيد على تحقيق هذه الأحلام، وبالتالى يحاول الشخص الحصول عليها فى بلد آخر ولكن الآخر لا يستقبله بسهولة، لأن هذا الشخص ليست لديه الأموال الكافية التى تساعده على الوصول للآخر بشكل قانونى، وبالتالى يضطر للتسلل عبر الحدود، ولكن هناك تسللاً يحدث بدون قصد وذلك عندما تكون المنطقة قليلة السكان والحدود فيها غير واضحة على الأرض.
لكن الأمن لا يعتد بهذه الاستثناءات ويعاقب فاعلها بطرق عنيفة..
فى هذه الحالة، وأعنى عبور الحدود بدون قصد، يعتبرها الأمن مخالفة ويتعامل معها بالغرامة أو الغرامة و الحبس معاً، وأحياناً أخرى يراعى الظروف ويدرك حسن نية الأشخاص فيعفيهم من العقوبة.
كثير من نشطاء وخبراء السياسة يعتبر التسلل نيلاً من السيادة المصرية وتلاعب بأمنها؟
إذا كان التسلل مقصوداً من الجانب الآخر كتسلل بعض الإسرائيليين والليبيين مثلاً لقربهما من الحدود المصرية فهذا يعد اختراقاً للسيادة المصرية، أما إذا كان التسلل من بعض البدو والأجانب فهذا لا يعد نيلاً من سيادة مصر.
هل سيأتى اليوم الذى نرى فيه سيناء بلا اشتباكات أمنية؟
نعم، لأن السلطة تؤدى مهامها على أتم وجه، واستطاعت إنهاء جرائم كبرى كالمخدرات وتهريب الأسلحة، وبالتالى فلن يغلبها بدو سيناء مهما كانت الظروف.
لمعلوماتك:
◄تبلغ مساحة سيناء 60.088 كم مربع ويسكنها 380.000 نسمة، ويشكو مواطنوها من تهميش اجتماعى وسياسى عبر العقود، ولا يتذكرها الإعلام إلا عندما تواجه اشتباكاً مع الأمن أو تواجه مشاكل تسلل عبر الحدود.
قال إن الإهمال سبب كل مشاكل سيناء
اللواء طلعت مسلم: البدو لن يغلبوا الأمن
السبت، 22 نوفمبر 2008 01:25 م
طلعت مسلم: الأمن يتعامل مع البدو كما يتعامل مع غيرهم
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة