دفاعا عن أحمد عبدالمعطى حجازى واللغة القبطية

ما كتبه الدكتور أحمد الصاوى يتنافى مع أبسط الحقائق العلمية والتاريخية

الجمعة، 21 نوفمبر 2008 03:03 ص
ما كتبه الدكتور أحمد الصاوى يتنافى مع أبسط الحقائق العلمية والتاريخية
كتب - ماجد الراهب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄لا يوجد سند تاريخى لما قاله.. وأطالبه بزيارة الأديرة والعودة إلى المراجع الصحيحة
◄اللغة العربية التى يتكلمها المصريون تتضمن 3000 كلمة قبطية

جاء بالعدد الرابع بتاريخ 4 / 11 / 2008 بجريدة «اليوم السابع» مقال للدكتور أحمد الصاوى ردا على مقال الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى، والذى حاول بشتى الطرق إغفال حقيقة تاريخية مهمة، أعنى الرقيقة القبطية من رقائق التاريخ المصرى والتى استمر تأثيرها فى مصر أكثر من عشرة قرون.

ولنبدأ بفقرته والتى يقول فيها «من نوافل القول التذكير بأن ما هو قائم بالفعل من عمارة الأديرة والكنائس التاريخية القديمة، إنما يعود الأقدم منها إلى العصر الفاطمى وتتجلى فيها مصادر الاقتباس .......» بالله عليك من أين استقيت هذه المعلومات الخطيرة، والتى تتنافى مع أبسط الحقائق العلمية والتاريخية، وأرجو أن تعود لكتابات الدكتور كمال الدين سامح أستاذ تاريخ العمارة بكلية الفنون الجميلة والذى شرفت بالدراسة تحت يديه الله يرحمه - وكذلك الدكتور توفيق عبدالجواد أستاذ تاريخ العمارة بجامعة القاهرة، وكتابات الدكتور حجاجى إبراهيم رئيس أقسام الآثار بجامعة طنطا وغيرهم الكثير. وأيضا لا ننسى كتابات الدكتور لؤى سعيد فى صفحته المميزة متاحف وآثار بجريدة القاهرة واهتمامه الواضح بالتراث القبطى.

أرجو من سيادتكم زيارة سوهاج والتمتع بعمارة كنائس الدير الأبيض والأحمر والتى ظلت من القرن السادس والسابع الميلادى شاهدة على عظمة المعمارى المصرى . وأنصحك بزيارة أديرة البحر الأحمر (الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا) لترى عمارة القرن الرابع وفنون القرن الرابع على جدران الكنيسة الأثرية بدير الأنبا أنطونيوس. وتندهش كما اندهش كل علماء العالم المتخصصون فى علم القبطيات من جدارة الفنان المصرى الراهب المتعبد فى الدير، يطول بى المقام لأحدثك عن كم العمارة القبطية التى تنتشر فى طول مصر وعرضها والتى سبقت بعدة قرون العصر الفاطمى.

ألم تسمع عن المهندس المصرى القبطى ابن الفرجانى الذى بنى جامع ابن طولون، ألم تسمع عن كم العمالة المصرية القبطية التى أخذت قسرا لتعمير الأستانة حتى خلت مصر من العمالة الماهرة.

وننتقل إلى فقرة أخرى خاصة بالخزف الفاطمى وتقول «إن الخزف الفاطمى منح لنفسه سمات خاصة ..... دون أن يتأثر بالخزف القبطى ذلك إن كان هناك بالفعل ما يمكن أن نسميه بالخزف القبطى»!!!

طبعا علامات التعجب من عندى وهنا أحيلك إلى كتاب جماليات الفنون القبطية للدكتورة حكمت محمد بركات أستاذة النقد والتذوق الفنى بجامعة حلوان لتتعرف أن الخزف القبطى بدأ من القرن الثالث الميلادى واستمر بدون مبالغة إلى اليوم أرجو مشاهدة أعمال الفنانة الخزافة الكبيرة ليلى السنديونى لتشاهد التأثيرات القبطية الشديدة فى أعمالها إلى اليوم. ولمزيد من الفائدة أرجو زيارة المتحف القبطى والمتحف الإسلامى للتعرف على كل ما سبق. ثم ندخل إلى لب الموضوع وهو اللغة القبطية ونصل إلى عبارة بحق استفزتنى كثيرا «لقد كانت القبطية من قبل مقدم عمرو بن العاص لغة آفلة .... وأن ذلك الوضع قد مهد الطريق أمام تسيد اللغة العربية»، كيف تكون آفلة وهى التى ظلت إلى القرن السادس عشر -كما قال الكبير حجازى- موجودة، وأرجو أن تعود إلى كتب التاريخ - وأنت أعلم منى بذلك - وتخبرنا بما حدث فى فترة حكم «الحاكم بأمر الله»، وكيف تدخلت السياسة فى فرض اللغة العربية. وعموما أرجو أن تراجع آخر رسالة دكتوراه عن اللغة القبطية للدكتور ماهر أحمد عيسى الدكتور بجامعة الفيوم وأول مصرى يحصل على هذه الدكتوراه من مصر فى فرع شديد التخصص وهو البرديات القبطية بعنوان «الأرشيف القبطى لديسقورس الأفروديتى»، ومن خلالها نتعرف على أهمية دراسة اللغة القبطية لأنها توضح كثيرا من التعاملات والقوانين والعادات والأعراف للشعب المصرى خلال القرون الأولى.

وأخيرا هل نحن فعلا نتكلم العربية ؟، هذا السؤال يجيب عليه الدكتور حجاجى فى كتابه بأى لسان نتكلم! حيث يوضح أن اللغة العربية المصرية تحتوى على أكثر من 3000 كلمة قب-طية حسب ما قام به الباحث عمر إسماعيل والذى قدم ذلك البحث فى أحد المؤتمرات بجريدة «الأهرام».

أرجو أن ننحى اهتمامنا بالدراسات القبطية عن المسار الكنسى أو الدينى لأن التراث القبطى هو جزء أصيل من التراث المصرى.








مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة