بعدما فشل حوار القاهرة للفصائل الفلسطينية، بسبب طلب حماس تأجيل الحوار لأسباب غير واضحة. فتح الباب لكثير من التساؤلات حول مفاتيح الحل مع حماس. وهل هذه المفاتيح مع قيادات غزة، الأقرب «جغرافيا» لمصر، أم أنها فى دمشق حيث المكتب السياسى للحركة والثقل والنفوذ الأكبر لحماس أم أنها فى القاهرة، حيث مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين الجماعة الأم لحماس؟
موقف جماعة الإخوان جاء متضاربا فيما يخص القيام بالوساطة بين القاهرة وحركة حماس. فبينما رحب مرشد الجماعة مهدى عاكف بتلك الوساطة، أبدى نائبه الدكتور محمد حبيب كثيرا من التحفظات.
عاكف قال لـ«اليوم السابع» إنه فى حال ما طلبت الحكومة المصرية وساطتنا فى الحوار الفلسطينى «سأطير إلى غزة وأبومازن، وأفعل كل ما فى وسعى لإنجاز المصالحة»، وأكد أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال أهم أولويات الجماعة، لكن عاكف استبعد ان تلجأ الحكومة للإخوان، وقال «النهج الذى تتبعه الحكومة معنا معروف للجميع.. وأنا كنت من أشد المهتمين بالوساطة بين الفصائل الفلسطينية لكن نهج السلطات المصرية معنا، دفعنا إلى رفع أيدينا من هذه القضية».
وألقى عاكف باللوم على الإعلام المصرى، فى تعامله مع حركة حماس وتحميلها وحدها مسئولية فشل الحوار، وقال إن من يريد إنجاز حوار مصالحة لابد أن يضع كافة المسافات بينه وبين تلك الفصائل، وألا ينحاز لفصيل على حساب آخر، لكن المسئولين فى القاهرة لا يفعلون ذلك.
الدكتور محمد حبيب نائب المرشد كان له رأى مخالف، حيث أكد أن حماس هى صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فى هذا الشأن، موضحا أن حماس لم تطلب تأجيل حوار القاهرة وحدها، وإنما كانت ضمن ثلاثة فصائل أخرى، وبالتالى لا يمكن تحميلها عبء فشل الحوار وحدها. موضحا أن احتمال لجوء الخارجية المصرية أو الوزير عمر سليمان إلى الإخوان للقيام بالوساطة مع حماس أمر مستبعد، وفى حال حدوثه فإن رد الجماعة سيكون «اذهبوا إلى حماس، وتحاوروا معهم بشكل مباشر ومحايد». وأضاف حبيب: النظام يعرف طريقه جيدا، وإذا ما أراد إنجاز الحوار بين فتح وحماس وغيرها من الفصائل فهو يعرف جيدا كيف يدير الأمر دون مساعدتنا.
ضياء رشوان، خبير شئون الجماعات الإسلامية فى مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أكد من جهته أن احتمال حدوث ذلك يعد «ضربا من الخيال»، وأوضح أن ملف الإخوان المسلمين تتم إدارته من قبل جهاز أمن الدولة فى مصر، بينما يدير ملف الوساطة بين الفصائل الفلسطينية جهاز المخابرات ممثلا فى اللواء عمر سليمان، وأنه لا يمكن الخلط بين الملفين. وفى الوقت نفسه فإن ملف الوساطة المصرية مع حماس لا شأن للخارجية المصرية به.
وأضاف أن الإخوان المسلمين لم ولن يتدخلوا فى أى وساطة مشابهة، وحماس لن تلجأ بدورها إلى الإخوان، وقال «إذا ما حصرنا عدد لقاءات مسئولى حماس بالمسئولين المصريين، ولقاءاتها بقيادات الإخوان، لوجدنا أن لقاءاتها مع المسئولين الحكوميين أكثر». رشوان حذر من قيام الإعلام المصرى فى الأيام المقبلة بمهاجمة «حماس» إذا ما فشل حوار القاهرة بين الفصائل. لأن ذلك يهدد الدور الإقليمى لمصر فى المنطقة، وسيترك الساحة خالية للوساطات العربية الأخرى من قبل قطر أو السعودية وغيرها.
السفير حسام زكى المتحدث باسم الخارجية عارض الفكرة بشدة، مشيرا إلى أن الإخوان المسلمين «جماعة محظورة» ولا شأن لها بمثل هذه الأمور، كما أوضح أنه لا يوجد خلاف بين مصر وحماس، وإنما الخلاف بين حماس وغيرها من الفصائل.
زكى قال إن الخارجية المصرية تتعامل مع الفصائل الفلسطينية بشكل محايد تماما، ولا تفضل حركة على حساب أخرى، موضحا أن حماس هى من طلب إرجاء الحوار لأسباب خاصة بها.
لمعلوماتك..
◄ 2004 جماعة الإخوان المسلمين تنشر نعياً للشيخ أحمد يس فى الصحف القومية المصرية.
◄ 2005 عاكف يلتقى القيادات فى حركة حماس ويشدد على دعم حماس فى انتخاباتها التشريعية التى فازت بنتائجها.
◄ 2007الجماعة تجدد نفيها على لسان محمد حبيب وجود أى علاقة تنظيمه بحماس، لكن ممثل الرئيس الفلسطينى نبيل شعث يزور مكتب الإرشاد ويطلب منهم الضغط على حماس.
◄ 2008 اجتماع سرى فى القاهرة بين جبريل الرجوب (فتح) والإخوان بحضور موسى أبو مرزوق عضو حماس للاتفاق على تنسيق المواقف.وفد من قيادات فتح يلتقى مهـدى عاكف سراً لمدة 45 دقيقة يشــتكى فيه النهج الذى تتبعه حماس فى غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة