يوضح المؤلف أن الفنان تختلف لديه مسألة تقسيم الفراغ والسيطرة عليها تبعا لتصوره وإمكانيات انتقاله من الخط إلى المساحة إلى الكتلة. ويذهب إلى أن الجودة الفنية ناتجة من حسن التقسيم، وعوامل الجودة تخضع لحساسية الفنان وشخصيته كما تخضع للعوامل الانفعالية. وينقل المؤلف فى هذا الصدد جواب بيكاسو، عندما سئل كيف يبدع فقال "أحيانا أفكر وأحيانا أكون أنا"، فهو أحيانا يعمل بوعى وأحيانا يعمل وفق الإحساس.
وبالنسبة للخط يقول صبرى عبد الغنى إنه لا يتحرك أو يرقص إنما نحن الذين نتخيل أنفسنا، ونحن نرقص على مدى مساره. والخط قد يكون خطوطا مستقيمة تنكسر لتكون زوايا تغير من اتجاهاتها لتعبر عن جسم بشرى مثلا. وإن الشخص شديد الانفعال ينتهى إلى تقسيم تعبيرى للفراغ، بينما الشخص الهادئ قد ينتهى إلى تقسيم هندسى متزن يحمل سمات الهدوء أكثر من العنف.
والمؤلف أورد آراء عدد كبير من الفنانين بالنسبة لموضوع الفراغ مثل بيكاسو وماتسى وهنرى مور ومارسيل دوشامب. كما وضح المسألة من خلال عدد من المدارس الفنية، مثل التكعيبية والتكعيبية البللورية والسريالية والمستقبلية، وتحدث عن خداع الضوء والظلام وألحق بالكتاب 144 لوحة لكبار الفنانين لتوضيح كلامه النظرى، وخاصة لوحة الفراغ للفنان بول كلى.
