«اليوم السابع» فى قلب الاعتصام وعلى خط النار بين البدو والأمن فى سيناء

جنود إسرائيل شاهدوا المعركة ضاحكين و2000 من شباب البدو فتحوا النار وهددوا باستخدام أسلحة ثقيلة إذا استمرت إهانات الأمن

الجمعة، 21 نوفمبر 2008 03:09 ص
جنود إسرائيل شاهدوا المعركة ضاحكين و2000 من شباب البدو فتحوا النار وهددوا باستخدام أسلحة ثقيلة إذا استمرت إهانات الأمن معارك البدو والشرطة متكررة وكلها خسائر.. ومع ذلك لم تجد لها الدولة حلاً
شمال سيناء: عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الرصاص ينهمر فوق الرءوس كالمطر من أسلحة آلية ونحن بدورنا أطلقنا رصاصا كالمطر، المنطقة تحولت لساحة معركة كبيرة فى منطقة غرب سيناء، كان الغرض أن أستعيد اللودر الذى خطفه بدوى من قبيلة التياها وعرضه للبيع، تحت وابل الرصاص تسللنا وحركنا اللودر ثم وضعناه فوق تريللا وتحركنا.

انطلق أخى بسيارة أخرى فلاحقه البدو بالسيارات المدعمة بالأسلحة والرشاشات الفيكرز والرصاص يلاحقه حتى أصيب، وأنقذناه، أعادنى إلى حالة اليقظة صوت السائق الذى استأجرته من العريش ليوصلنى لمنطقة نجع شبانة الحدودية، قال السائق الذى حصل على إيجار السيارة مقدما فى العريش: تمام انتهى المشوار، قلت له: نحن فى المهدية؟ قال: يا أستاذ لو تقدمت إلى شبانة قول على وعلى السيارة يا رحمن يا رحيم، حاولت معه لكن إصراره جعلنى أترجل وأنتظر أحدا من «النواضير» وهم شباب يتبع البدو يراقب لهم الطريق، المهم وصلت سيارة، ركبت معهم لخط النار فى بداية أحداث الاعتصام بقدر استعدادى لمتابعة الموقف بقدر الاستغراب من كمية الأسلحة الحديثة مع الشباب البدوى، لاحظ أحدهم ذلك فقال: «امال لو شفت الآربيجيهات والأسلحة الثقيلة؟»، نجع شبانة تقع فى أراضى السواركة، معظم المنازل المجاورة مغلقة، أعداد المتظاهرين من البدو بلغت أكثر من ألفين، معظمهم بسيارات إطلاق النار متواصل، جنود إسرائيليون على خط الحدود سعداء بما يحدث، قوات لدعم الشرطة تزحف إلى المنطقة وأخرى تتبع الترابين، وبعض القبائل تزحف من سيناء وسط.

مجموعة أخرى تشعل الإطارات لإغلاق الطرق، وثالثة تحاصر نقاط الشرطة وتنهب ما بها من عتاد وأسلحة، وتحاصر عددا من قيادات الشرطة، والضباط أكثر من 63 بينهم قائد قوات الأمن المركزى برتبة عميد وهو محمد شعراوى، وضابط آخر بنفس الرتبة حسن كامل فى المدفونة، والنقطة 36 على الحدود، أفرج عنهم بعد ذلك، طلقات الرصاص تلهب حالة الغضب على الحدود.

التقيت بمحمد عودة شقيق القتيل سعد حيث بدأت الأحداث قال: البدو لا يتركون ثأرهم «النفس بالنفس» لأن الشرطة تعودت على إهانة البدو، انظر إلى البدوى وهو يخضع للتفتيش فى الأكمنة دون بقية ركاب السيارات، شىء مهين كأن البدو مش مصريين رغم
دورنا الأكبر فى تحرير سيناء، وارجع للتاريخ الذى تتجاهله وسائل الإعلام.

وقال إن البدوى يضطر لتسليح نفسه لأننا فى منطقة خطرة ولدينا أسلحة متنوعة، سألته عن مصدرها، قال أمر لا يخصك، لكن البدو وطنيون لا علاقة لهم بالخارج، الرصاص يدوى فى المنطقة وأعداد كبيرة من المدرعات وعربات الأمن المركزى تتمركز قرب الحدود فى الوقت ذاته قتل شاب آخر اسمه مروان أبوجميل من قبيلة الرياشات كان يستقل سيارة مع اثنين من الترابين، يقول محمود أحد جيرانه: مروان عمل عملية خطرة من أسبوعين وكان هيموت فيها، لكنها أقدار، لا علاقة له بشىء.. ليه بتعمل الشرطة فينا كده.

وفد من المخابرات وأجهزة الأمن يعقد اجتماعا مع الشيوخ لتهدئة الأجواء، ثم يتولى الشيوخ والمحافظ اللواء محمد عبدالفضيل شوشة وقيادات الأمن، تسليم النقاط الحدودية لحرس الحدود بالقوة وإنذار من يقترب بالموت ووعود بالتحقيق فى قتل البدو بواسطة النيابة.
تسللت إلى مستشفى العريش بين أقارب المصاب محمد سليمان عيد، قال بصعوبة إن الشرطة أطلقت النار على، والدليل أن الرصاصة اخترقت من الظهر، وأننا كنا نهرب وتركنا السيارة وبرر الأمر بسوء معاملة الشرطة وإصدار قرارات اعتقال فورية بدون أى تحقيقات.
لكنى قبل مغادرتى المستشفى، سألت الطبيب الذى أجرى الجراحة عن حالة المريض قال إننا استخرجنا الرصاصة من البطن.. قلت: من البطن؟! قال: نعم. شكرته وعاد التساؤل من جديد حول وقوع مواجهة بين البدويين والشرطة.

شاب بدوى برر كل جرائم البدو، والسبب أن الحكومة تجاهلتهم لا تنمية ولا مياه ولا وظائف، ليس أمام البدو إلا التهريب أو الموت.. أيهما تختار؟ قلت: طبعا التهريب.

أمين القصاص المحامى ورئيس اللجنة العامة لحزب الوفد فى سيناء، قال إن ما حدث يرجع إلى الانفلات الأمنى فى سيناء، وسبب الانفلات الجهات الأمنية التى رسخت الفوضى فى مناطق وسط سيناء، وبالتالى تعود الناس فى تلك المناطق على فعل كل ما يريدونه، والأمن يتساهل وترك الأوضاع محلك سر، لدرجة أن المجنى عليه فى حوادث سرقة وسطو يكون رد الأمن عليه «خلص أمورك بنفسك».

وقال إن الاشتباكات الأخيرة يتحمل مسئوليتها الأمن، ثم البدو بعد ذلك؛ لأن البدو وجدوا أولادهم مقتولين، ماذا يفعلون؟ وللحق فإن البدو يتمتعون بوطنية عالية، بدليل أن إسرائيل طلبت منهم الدخول لأراضيها ورفضوا.. وبالنسبة لواقعة خطف أفراد من الشرطة كرهائن، قال إنه نوع من الضغط فقط على الأمن، بدليل تسليمهم بلا إصابات.

وبرر انتشار السلاح مع البدو بسبب عدم الشعور بالأمن على نفسه أو ماله أو بيته، لكنه قال إن سيناء مستقرة، ولا توجد عناصر خارجية تحرك البدو أو غيرهم.

أشرف الحفنى أمين عام حزب التجمع بسيناء قال إن أحداث العنف التى شهدتها سيناء الأسبوع الماضى، يرجع إلى حصر الدولة لكل مشاكل سيناء فى الجانب الأمنى فقط، وبحث سبل تجنيد البدو للعمل معها، وياريت فلحت فى ذلك، وأهملت أمن المواطن وحقوقه، وللأسف السيناوى لا يملك أبسط الحقوق حتى التنمية محروم منها، وكان كل الحل عند الأمن أن يتم وضع العساكر على السلك الحدودى فقط، ويعطى ظهره للسلك ووجهه وسلاحه مصوب للبدو.
وقال أشرف الحفنى: الأمن على دراية بالأسلحة لدى البدو، ومنهم من اضطر لحمل السلاح الثقيل والخفيف للدفاع عن نفسه مما يتعرض له من مشاكل. وقال الحفنى إن البدو مظلومون فى الحادث الأخير، ولابد من التحقيق فيه.

أما الجانب الأخطر فهو تكريس الدولة للقبلية من خلال إقرار عرف لقبائل العريش وآخر للبدو، وبالتالى تباعد وجهات النظر بين الطرفين، وتحول الضباط لمشايخ عرفيين.. بعيدا عن القانون، والعرف بدوره تحكمت فيه الأموال، وقال الحفنى إننا نطالب بحياة مدنية فى سيناء وعدم عسكرة كل شىء.

أمين عام الحزب الوطنى بسيناء الدكتور منير الشوربجى يختلف مع رؤية الوفد والتجمع، ويؤكد أن عامل التسرع وراء كل الأحداث.. الشباب الذى يركب السيارة تسرع، والضابط فى الكمين الذى أطلق عليهم النار تسرع، والدليل أنه لما تم خطف عشرات الأفراد من الشرطة ضبط الأمن نفسه ولم يعتد على البدو أو يلجأ للقوات الكبيرة، وقال إن ما أثير حول دفن الأمن لأفراد فى الصحراء بعد قتلهم أمر بحاجة لدليل، وإن صدق أرى أن يتحول المتورطون للتحقيق، وقال إن الأحداث سيئة للغاية وشوهت سمعة سيناء؛ لأن أهالى سيناء ليسوا قطاع طرق أو بلطجية، وقال إن المطلوب من الآن فصاعدا حسم كل الخلافات المعلقة بين الأمن والبدو بصورة نهائية، وتطبيق القانون على الجميع ومعاقبة كل من يخرج عليه.

نحن ضد انتشار السلاح غير المرخص وضد التهريب بأشكاله المتنوعة وضد اللاشرعية من أى طرف. وقال إن من يقول إن الوسط بلا تنمية لا يرى الآبار والكهرباء والمياه والبيوت، تخيل 6 بيوت يمثلون قرية تم توصيل الكهرباء لها من مسافة 50 كيلو.. ماذا تسمى ذلك؟.
يقول محمد سالم سلمان من شيوخ قبيلة الترابين وقيادى فى الحزب الوطنى: حتى بيان وزارة الداخلية غير صحيح فيما يتعلق بالعثور على أسلحة فى السيارة، وهى بداية الأحداث الساخنة. وقال: إن المشكلة اشتعلت لإطلاق النار على شابين عزل يستقلان سيارة ولأنها بدون لوحات معدنية حاولا العودة قبل الكمين، فانقلبت السيارة وخرج الشابان منها بسرعة وجريا فى الصحراء، وقام أحد الضباط بإطلاق النار عليهما فقتل أحدهما، وأصاب الآخر.. لماذا تطلق الشرطة النار على الشابين؟ وعلى العموم تقارير الطب الشرعى ستثبت أن الشباب الذين قتلوا فى المواجهات أصيبوا بطلقات فى الظهر وهو موضع هروب وليس مواجهة.

محافظ شمال سيناء اللواء محمد عبد الفضيل شوشة قال إن ما حدث أمر خطير، سيتم بحثه لتدارك حدوثه مستقبلا، وقال: من غير المقبول الاعتداء على أحد من الشرطة أو احتجازهم أو الخروج عن الشرعية من أى طرف، وقال إن البدو لديهم انتماء وولاء ولا يمكن تعميم ما حدث على كل القبائل. وأوضح أن الفضل يعود إلى تدخل المشايخ والقيادات الشعبية والسياسية وأعضاء مجلسى الشعب والشورى بالمحافظة لدى مشايخ القبائل وإقناع المواطنين بفض الاعتصام، وتم التراجع عن الحدود وتسلمت الجهات الأمنية النقاط، وتجرى حاليا الجهود لإرجاع ما فقد من الشرطة من أسلحة أو ذخيرة، وإن النيابة تحقق فى كل ما حدث ولابد من تحديد المسئولية، وأن يتحمل كل فرد مسئولية عمله.

ونفى المحافظ علمه بامتلاك البدو لأسلحة ثقيلة، مؤكدا أن شيوخ القبائل اتفقوا على نزع السلاح غير المرخص ومحاربة ظواهر الخروج عن القانون، وقال إن توجه الدولة حاليا للوسط، وجارى البدء فى توصيل مياه ترعة السلام لمنطقة السرو والقوارير، بعد الانتهاء من بيع المرحلة الثانية. غادرت منطقة الحدود.. على أمل بالحل كما قال لى المحافظ، وألا نعود إليها مع اشتباك جديد وغضب أشد وقانون غائب، وإن حضر، فالقوة تحاصره ولا يطبق على الجميع.

لمعلوماتك..
◄250 ألف بدوى يقيمون بسيناء
◄4 قتلى من البدو و8 مصابين من الشرطة وخسائر 3 ملايين جنيه





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة