فى تقرير جديد، أكد مجلس المخابرات القومى الأمريكى، التابع لوكالة المخابرات المركزية (سى. آى. إيه)، تراجع نفوذ الولايات المتحدة فى العالم حتى تصبح قوة ضمن عدة قوى فى عالم متعدد الأقطاب بحلول عام 2025.
وأشار مجلس المخابرات القومى فى تقريره الذى صدر أمس، الخميس، إلى أن الأزمة المالية الحالية التى تعصف بالعالم هى"بداية لنظام عالمى جديد، متعدد الأقطاب، تكون فيه الولايات المتحدة مجرد قوى من ضمن مجموعة قوى، منها الهند والبرازيل والصين، وأن واشنطن سيكون عليها انتظار رأى أقرانها قبل اتخاذ قرار مصيرى يخص العالم".
وقال التقرير، والذى يصدر كل 4 أعوام مع بداية الفترة الرئاسية الجديدة فى أمريكا، "إن تراجع قوة الولايات المتحدة ومعها الاتحاد الأوروبى لن يقف عند حد النفوذ السياسى، بل سيمتد إلى النواحى الاقتصادية والثقافية".
كما أن العلمانية الغربية ورأسمالية الاقتصاد الليبرالى الذى كافح الغرب عقودا من أجل تعميمها على العالم باعتبارها الحل الوحيد لأزماته الاقتصادية "لن تحتفظ بنفس جاذبيتها بحلول ذلك التاريخ".
وقال مسئولون إن التقرير صدر فى هذا الوقت، ليكون جاهزا أمام الإدارة القادمة للرئيس الأمريكى المنتخب باراك أوباما، الذى سيتولى المنصب رسميا فى العشرين من يناير، مشيرين إلى أن التعامل مع التحديات الواردة فى التقرير سيتوقف فى جانب منه على تصرفات القيادة الجديدة.
وفيما يخص منطقة الشرق الأوسط، ذكر التقرير عام 2008 أنه سيشهد سباقا فى التسلح النووى، محذرا من أن "الإرهاب قد يكون عاملا مؤثرا عام 2025"، غير أن تنظيم القاعدة "سيضعف، وربما ينتهى بحلول ذلك التاريخ"، ليس بسبب القوة الأمريكية، ولكن "بسبب الفشل فى تحقيق الاستراتيجيات، وعدم القدرة على جذب الدعم الخارجى وأفعالها الذاتية المدمرة".
ولم يرد فى التقرير أى إشارة إلى انتصار أمريكى فى الحروب الجارية فى العراق وأفغانستان وعلى الحدود الباكستانية الشمالية، واقتصر على القول بأن الحكومة العراقية قد تكون عام 2025 "موضع منافسة" من قبل أحزاب مختلفة، بينما قد تبقى أفغانستان تواجه بعض الصراعات القبلية، فى حين يعتمد مستقبل باكستان على مسار جارتها أفغانستان.
ويحذر التقرير من أن المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ستعجز عن ملء الفراغ الذى سيتركه تضاؤل النفوذ الأمريكى، فى وقت سيواجه العالم فيه العديد من الأزمات: أزمة مناخية، وشح المصادر، كالنفط والغذاء والماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة