هناك شعوب كالأطفال تعيش بين الواقع والخيال لديها حُلم، وتؤمن بقدرتها على تحقيق هذه الأحلام مهما كانت تبدو مستحيلة.
شعرت وأنا أقضى الليل فى متابعة وقائع فوز الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما أننى أشاهد فيلما سينمائيا من هوليوود، وفى لحظة بين الصحو والنعاس رأيت دينزل واشنطن، أو لعله ويل سميث، مكان أوباما، وهالى بيرى، لا أحد سواها بالتأكيد، مكان زوجته ميشيل.
لم أكن أدرك معنى هذا الشعور، وكل ما هناك أن الواقع اختلط عندى بالخيال فى لحظة نعاس كما كان يحدث فى طفولتى بفعل قصص المغامرات التى أقرؤها أو الأفلام التى أراها، وكثيرا ما كنت، ولا زلت، أحلم بعالم تختلط فيه أحداث وشخصيات الواقع بالأفلام.
عندما استيقظت فى اليوم التالى ولمدة ثوان قليلة لم أكن متأكدا ما إذا كانت صور فوز أوباما حقيقية أم نتاج أحلامى، ثم نسيت كل هذا، وبعد أيام طويلة تذكرته عندما كنت مشغولا كالعادة بالتفكير فى أحوالنا السياسية والفنية، وبالتحديد بحالة الجمود التى نحياها سياسيا، والأسباب الثقافية التى أدت إلى هذه الحالة، ولا أعلم كيف دارت الأفكار وتوالدت حتى أصبحت صورتى أمام التليفزيون أتابع فوز أوباما هى الإجابة على سؤالى.
هناك شعوب كالأطفال تعيش بين الواقع والخيال لديها حُلم، وتؤمن بقدرتها على تحقيق هذه الأحلام مهما كانت تبدو مستحيلة، وهناك شعوب كالأطفال المدمرة نفسيا بفعل القهر والخوف.. تعيش فى كوابيس عذاب القبر، واليأس من قدرتها على فعل أى شىء، وتستعذب الشكوى والبكاء.. ولو بحثت عن السبب ستعثر عليه فى الثقافة بالتأكيد، وفى الفن بكل تأكيد، وبدون شرح طويل.. سألت نفسى، وأسألك أيها القارئ نفس السؤال:
لو لم تكن السينما الأمريكية على هذا القدر من الحرية والخيال الذى يصل إلى حد الجنون، هل كان يمكن أن يحلم أحد منذ سنوات قليلة، عندما فاز الأحمق بوش بفترة رئاسة ثانية رغما عن أنف العالم، أن يأتى رئيس أسود نصف مسلم إلى الحكم؟ ولو لم تكن السينما الأمريكية قد تركت تأثيرا على خيال وتفكير الأمريكيين.. فهل كان يمكن أن يتحول الحلم إلى حقيقة؟ هل معنى ذلك إذن أن حل مصائبنا السياسية يكمن فى السينما؟ أدعوك وأرجوك أن تفكر فى ذلك بهدوء!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة