السحابة السوداء تصيبهم بضيق تنفس وربو وتخفض مناعة أجسامهم

أطفال الربو الشعبى ضحايا حرائق الأرز

الجمعة، 21 نوفمبر 2008 03:05 ص
أطفال الربو الشعبى ضحايا حرائق الأرز حنين.. صدرها يئن ويحن إلى العافية
كتبت - ناهد إمام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحلق السحابة السوداء على سماء القاهرة فتمنع خروج الأطفال، تلزمهم بيوتهم، تغير شكل طفولتهم، فلا حيوية ولا انطلاق، كحة وفشل فى التنفس وأوكسجين صناعى بعد أن عزّ عليهم استنشاق الطبيعى منه.

«الأطفال هم أكثر الناس تأثُّرًا بتلوث الهواء، فيُصَابون بضيق التنفس، وأمراض الشُّعب الهوائيّة، وزيادة احتمال الإصابة بالرّبو، والتهابات العين، التى تسبّب عدم وضوح الرؤية، وخفْض مناعة الجسم».

هذا ما يقرره الأطباء علمياً، أما واقع السحابة السوداء على القاهرة وضواحيها فيتحدث عنه د.أحمد أبو نجله، أستاذ حساسية الصدر والربو جامعة الأزهر، فيقول: كل من لديه استعداد وراثى للإصابة بالحساسية أو لديه حساسية بالفعل يتأثر بالتأكيد من محروقات قش الأرز التى تتسبب فى تكوين السحابة السوداء كمصدرللتلوث يزيد على المصادر المعروفة من عوادم سيارات ودخان مصانع، فمن الطبيعى أن يحدث التهيج فى الشعب الهوائية لأمثال هؤلاء الأشخاص خاصة الأطفال نتيجة للدخان المتصاعد والرائحة، بعد التهيج تحدث نوبات حادة فى مرض الربو الشعبى فيعانون من الكحة وضيق التنفس والصفير فى الصدر، وربما يصل الأمر - والكلام لأستاذ الحساسية - إلى حد الاختناق والفشل فى التنفس فيحتاج الطفل للعلاج بالأوكسجين.

10 % من مرضى الحساسية من الربو الشعبى من الأطفال كما يؤكد د. أبو نجله وأكثر المتضررين فى ضواحى القاهرة القريبة من مناطق حرق قش الأرز، يقول: لا يوجد بالطبع أى حل سوى الامتناع عن «الحرق» وإلا سنظل ندور فى حلقة مفرغة.
أول حكايا الأمهات مع معاناتهن بسبب تضرر الصغار من التعرض لعوادم المحروقات وعلى رأسها قش الأرز والقمامة تقصها دينا عاشور إحدى الأمهات التى ترقد فى مستشفى أبو الريش بـ«أدهم» طفلها الذى أكمل عامه الأول ليصاب بالحساسية وضيق التنفس، تقول: احنا من أوسيم وتقريباً لا نطلع بره البيت لما بيتشغل الحرق، ومع إنى بقفل الشقة كلها إلا إن أدهم انصاب فى صدره ومش عارفه ح يخف ولا لأ ؟»، أمينة أيضاً ترقد بطفلتها حنين عصام «سنة وأربعة شهور» التى تصل حالتها الذروة ويتطلب الأمر وضعها على أجهزة التنفس «الأوكسجين».

منى عبد العليم أم لثلاثة أطفال تقول هى الأخرى: «ابنى محمد رمضان عنده 8 سنين جات له حساسية من كام شهر، عندنا فى بيجام «شبرا الخيمة» البلد مولعة والحرايق شغالة على طول والعيال بتلعب نعمل إيه احبسهم ولا أعمل إيه، ذنبه إيه محمد يفضل بقية عمره صدره تعبان وبيصفر وبينهج».

«هما ليه يا ماما بيزرعوا الرز مادام القش بتاعه بيعيينا؟» سؤال برىء على لسان الطفل طارق عبد العظيم 9 سنوات، الذى لا يجد حلاً للأزمة بعد زيادة الحساسية لديه، غير الامتناع عن زراعة الأرز!.

«نصف مليون شخص متوقع له الإصابة بالأمراض الصدرية والسرطانات خلال الخمسة والعشرين عاما القادمة» هذا ما تبشر به منظمة الصحة العالمية فى تقاريرها، فهل تكون البداية من الصغار ومعهم حتى تتحقق أمثال هذه التوقعات التى وحدها تتحقق؟!. خريف 1999 شهد ميلاد أول سحابة سوداء فى سماء القاهرة، إلا أن السحابة ما زالت تستوطن سماء المصريين وصدور أطفال المصريين أيضاً.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة