النائب سعد عبود دخل لمصافحة الدكتور سرور فى أول أيام الدورة البرلمانية الأربعاء الماضى، فقال له سرور: خليك هادى وانس موضوع العقوبة وبلاش تتعامل بأسلوب الانتقام أو الثأر، فرد عليه عبود: دى مش طبيعتى، أنا لا أتعامل من منطلق خصومة شخصية، ولكنى أتعامل بموضوعية وحياد، وأنا قدمت استجوابا عن موضوع القمح إيه رأيك؟ فرد سرور: موضوع القمح يستحق المناقشة فعلا.
عبود خرج من مكتب رئيس المجلس ليتقدم باستجوابين، الأول حول القمح، ووجهه إلى رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتجارة، وحملت أوراق الاستجواب العديد من الاتهامات، منها سيطرة مافيا القطاع الخاص على استيراد القمح الفاسد بعد تعاقد المستوردين مع هيئة السلع التموينية لاستيراد أقماح مخالفة للمواصفات، وغير صالحة للاستهلاك الآدمى.
النائب أكد أن بعض المستوردين تحولوا إلى مافيا يجلبون كناسة العالم من الأقماح خاصة القمح الأوكرانى والكازانى إلى مصر، مما أدى إلى تعريض صحة المواطنين للخطر، واتهم عبود الحكومة بالتقاعس عن اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه المافيا، وذكر النائب أن عدد الشركات التى تتحكم فى استيراد القمح الفاسد لا يتجاوز 10 شركات على رأسها شركة فينو التى تحتكر 50 % من حجم القمح المستورد، وأن هذه الصفقات تم تمريرها بالرشوة والمحسوبية من الحجر الصحى والجمارك، رغم تصدى بعض المحافطين لهذه المافيا ورفضهم استلام القمح الفاسد، لكن أوامر عليا صدرت لهم بالاستلام أجبرتهم على الرضوخ لهم، وطالب النائب الدكتور سرور بإلزام الحكومة بإعطائه المستندات التى تدعم استجوابه، ومنها جميع العقود المبرمة بين هيئة السلع التموينية ومستوردى القمح من جميع دول العالم لعامى 2007 و2008، ومستندات الإفراج الجمركى والصحى والحجر الزراعى وبوالص الشحن، وحجم ما تم استيراده، مع بيان أسماء شركات القطاع الخاص التى قامت بالاستيراد وحجم استيراد كل شركة.
أما الاستجواب الثانى فوجهه عبود إلى وزيرى الصناعة والتجارة والبيئة، وحذر فيه الحكومة من كارثة بيئية بسبب مخالفة وزارة الصناعة توصيات وزارة البيئة، بشأن إعطاء موافقة على إنشاء خط ثان لمصنع بنى سويف للأسمنت، وأكد النائب أن المجلس المحلى لبنى سويف أصدر توصية بإيقاف البناء خلال الإجازة البرلمانية، ولكن وزارة الصناعة أعطت الترخيص للمصنع بالبناء، مخالفة بذلك الاشتراطات البيئية وميثاق كيتو الذى وقعت عليه مصر، وكشف النائب عن أن هذه المصانع تلقى بالنفايات الناتجة عن التصنيع فى العراء على جانبى الطريق الجديد الذى تم إنشاؤه من حلوان حتى بنى سويف، وضرب النائب مثلا بالشركة القومية للأسمنت وشركة اسيك اللتين تلقيان مخلفاتهما على جانبى الطريق بالقرب من مدينة 15 مايو، بالمخالفة للاشتراطات التى تلزم المصانع بضرورة إنشاء مقابر لدفن النفايات. كانت أزمة قد تفجرت فى البرلمان بعد عقاب عبود بحرمانه من حضور جلسات المجلس حتى نهاية الدورة الماضية بعد تقدمه باستجواب اتهم فيه الداخلية بالتربح من موسم الحج، وقرر نواب الإخوان والمعارضة والمستقلين سحب جميع استجواباتهم التى قدموها خلال الدورة، وعدم تقديم استجوابات جديدة حتى تنتهى عقوبة عبود.
لمعلوماتك..
◄فبراير صدر قرار بحرمان عبود من حضور الجلسات
