قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة تخصيص يوم 20 نوفمبر، يوماً عالمياً للطفل، تحتفل به كافة دول العالم، وهو اليوم الذى يتواكب مع الإعلان العالمى لحقوق الطفل. ويأتى الاحتفال هذا العام متواكباً مع موجة شديدة من العنف ضد الأطفال فى مصر، سواء داخل المدرسة أو داخل المجتمع نفسه، كما يأتى بعد أيامٍ من قتل الطفل إسلام عمرو على يد مدرس، ذلك فضلاً عن عدة وقائع أخرى تجسد انتهاك حقوق الطفل المصرى.
وتشير الدراسات إلى ارتفاع عدد العاملين بقطاع الزراعة إلى ثلاثة ملايين طفل، يعملون فى ظروف تشغيل سيئة، من حيث الأجور والإجازات وساعات الراحة. وأوضح تقرير لمركز حقوق الطفل أن أسباب عمالة الأطفال فى مصر، تعود لتدهور المستوى الاقتصادى والاجتماعى لأسر هؤلاء الأطفال، مما يجعلهم يدفعون بأطفالهم إلى العمل فى سن مبكرة.
التقرير عرض صور استغلال الأطفال، حيث يتعرض بعضهم لإيذاء خطير أثناء رش المحاصيل بالمبيدات، التى تتسبب فى تسميمه وتؤدى أحيانا للوفاة، كما حدث بقرية "دمياطة" بمحافظة الغربية، حيث أصيب عشرة أطفال من القرية بغيبوبة تامة بعد عملية الرش، وقد شهدت إحدى قرى الغربية أيضا مأساة، أدت لمصرع 29 طفلا غرقا وإصابة 154 آخرين، إثر انقلاب لورى مكشوف فى أحد المصارف، وذلك أثناء ذهابهم لجنى محصول القطن، كما أن الأطفال فى معظم هذه الأعمال، يعملون لأكثر من ثمانى ساعات متواصلة بدون راحة، ومقابل أجر يتراوح بين خمسة وسبعة جنيهات، ولا يتمتعون بأى حماية قانونية أو تأمينية.
وأوضح التقرير أن معدل وفيات الأطفال الرضع وصل إلى خمسة وعشرين فى الألف، ووصل المعدل فى الأطفال تحت سن خمس سنوات إلى الحادى والثلاثين فى الألف، كما ارتفعت نسبة انتشار حالات التقزم فى مصر بشدة، وبلغت نسبتها فى الأطفال تحت سن خمس سنوات إلى 18%، وهى نسبة مرعبة يرجع سببها الرئيسى إلى سوء التغذية المزمن. وقرر مركز حقوق الطفل بالتعاون مع عدد كبير من المنظمات والجمعيات الأهلية، إعلان شبكة جديدة لدعم قضايا الأطفال بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للطفل.
من جهته، طالب الدكتور عبد الرؤوف الضبع، أستاذ علم الاجتماع بجامعة سوهاج، الحكومة المصرية بالنظر لأطفالها، لأنهم يمثلون مستقبل الأمة وواقعهم أليم، حيث يعيشون فى ظروف غير عادية وتزداد نسبة الأطفال العاملين فى المجتمع بشراهة، كما ترتفع نسبة المرض فى الأطفال ذوى المستوى الاجتماعى الضعيف، بالإضافة إلى أنه لا توجد إحصائية محددة بأطفال الجينات "مجهولى النسب"، وهو ما ينبغى على المجتمع أن يهتم بهم فى اليوم العالمى للطفل، بدلا من الاهتمام والاحتفال بأطفال الطبقة الأرستقراطية.
"ربنا مع الطفل المصرى" هكذا تحدث الدكتور نادر فتحى، مدير مركز الإرشاد النفسى بجامعة عين شمس، مشيرا إلى أن الطفل المصرى يعيش واقعا أليما، ويتحمل عنفا لفظيا وبدنيا لا يطاق، "وأوجه عناية السادة المسئولين فى اليوم العالمى للطفل، بأن يكفوا عن إصدار قوانين لا تسمن ولا تغنى من جوع بشأن الطفل، وعليهم أن يبحثوا عن آليات لتطبيق ذلك فى المجتمع، فالطفل المصرى يعيش لحظة تاريخية بائسة".
واكتفى الدكتور نادر بسؤال للمسئولين بمناسبة الاحتفال، وأجاب عليه، "هل الشباب الذين ارتكبوا فاحشة التحرش الجنسى بفتيات منطقة المهندسين كانوا أطفالا سعداء فى يوم من الأيام؟!"، الإجابة بالتأكيد لا، لأنهم تلقوا تربية قمعية وقهرية ولم تشبع احتياجاتهم النفسية بشكل كافٍ.
لمعلوماتك..
◄ العنف ضد الأطفال فى مصر تسبب فى مقتل 166 طفلا خلال النصف الأول من عام 2008، كما أدى إلى مقتل 386 طفلا خلال عام 2007.
فى يوم الطفل العالمى
الطفل المصرى مقهور فى المدرسة.. العمل.. وداخل الأسرة
الخميس، 20 نوفمبر 2008 02:32 م
الطفل المصرى يبحث عن حقوقه.. فهل من مجيب؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة