أنهى مجلس النواب العراقى اليوم، الخميس، القراءة الثانية لمسودة الاتفاقية الأمنية بين العراق وواشنطن، رغم معارضة الكتلة الصدرية التى طرق نوابها على المناضد لعرقلة القراءة. واشتد الجدل والسجال فى جلسة البرلمان التى بثت مباشرة على الهواء، بين أعضاء التيار الصدرى ورئيس مجلس النواب، حول قانونية إجراء القراءة الثانية لمسودة الاتفاقية.
قرر المشهدانى، إجراء القراءة بالرغم من معارضة الكتلة الصدرية. ولدى قراءة النائب سامى العسكرى (الائتلاف)، قام أعضاء البرلمان بالضرب بالأيدى والكتب على المناضد لإثارة الضجيج. لكن النائب العسكرى أتم القراءة على الرغم من الضجيج الذى رافقه طلب المشهدانى بخفض الضوضاء.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى اليوم، الخميس، أن الاتفاقية التى توصلت إليها بغداد وواشنطن، "هى أفضل ما توصل إليه المفاوض العراقى"، فى رد على معارضة بعض الكتل النيابية لها. قال المالكى "أؤكد أن الاتفاقية هى الأكثر ضمانا للشعب العراقى". وأضاف أن "الاتفاقية ستعطينا فرصة لبناء بلدنا وإجراء الإصلاحات الداخلية، وبناء أجهزتنا الأمنية والسياسية بعيدا عن التحديات الطائفية والسياسية والعرقية".
وأكد أن "الاتفاقية وضعت حدا لوجود القوات الأجنبية على الأرض العراقية"، كما أنها "تتضمن إيجابيات كبيرة ستعيد الحقوق والسيادة للعراق". واعترض المالكى على رؤية بعض السياسيين للاتفاقية بأنها ستكبل العراق بقيود احتلال لعشرات سنين. وقال "إنها احتمالات، ولنتعامل مع الاتفاقية بنصوصها وليس بالاحتمالات"، مشيرا إلى أنها "ستنهى وجود آخر جندى أميركى" فى العراق.
وفيما بتعلق بالرفض من قبل بعض الساسة بحجة أن القوات العراقية غير قادرة على حماية البلاد، قال المالكى إن "الاتفاقية ستجعل القوات الأميركية الموجودة، مساعدة للقوات العراقية فى استمرار حفظ الأوضاع، وإن القوات العراقية أثبتت نجاحا كبيرا" فى المرحلة الماضية.
من جهة أخرى، أكدت الكتلة الصدرية النيابية على موقفها الرافض لإبرام الاتفاقية الأمنية مع واشنطن وبغداد، بعدما كانت تطالب بجدولة انسحاب القوات الأمريكية من العراق. وهدد زعيم التيار الصدرى رجل الدين مقتدى الصدر، فى تصريح نقله راديو "سوا" الأمريكى اليوم، الخميس، باستهداف القوات الأمريكية بعمليات مسلحة فى حال توقيع الاتفاقية بين العراق والولايات المتحدة.
من جانبه، أكد النائب نصار الربيعى، اتساع دائرة الرفض للمصادقة عليها، مضيفا أن مساحة الرفض للاتفاقية تزداد يوما بعد يوم، موضحاً "حتى من يؤيد هذه الاتفاقية فإنه يؤيدها بحذر وعلى استحياء". من جانبها دعت مها الدورى، مجلس النواب إلى رفض المصادقة على الاتفاقية. كما استبعد النائب حسن الربيعى حاجة العراق إلى عقد اتفاقية مع الولايات المتحدة.
وسط تهديدات صدرية
البرلمان العراقى ينتهى من قراءة الاتفاقية
الخميس، 20 نوفمبر 2008 04:08 م