انقسامات مصرية وعربية لا تزال مستمرة حول اليوم التاريخى الذى زار فيه الرئيس أنور السادات القدس.. حيث شاهد العالم كله بعد سنوات من الحرب رئيس مصر وهو يصافح "إفرايم كاتسبر" رئيس الكيان الصهيونى ومناحم بيجين رئيس الوزراء مساء السبت الموافق 19 نوفمبر1977 بالقدس.
واحد وثلاثون عاماً على مصافحة المنتصر للعدو، ومازال المجتمع المصرى منقسماً حيال تقييم هذه الزيارة غير المسبوقة، على أوجه الحياة المصرية المختلفة التى لم تعد بعد كما كانت عليه قبل زيارته للقدس.
البعض يدعى أن السادات كان فلتة سياسية، وأنه رجل سبق عصره من ناحية النضوج الفكرى والاستراتيجى، ومنهم عبد المنعم سعيد مدير مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، الذى يرى فى زيارة السادات للقدس أنها ناجحة جداً سواء على المستوى السياسى أو الاستراتيجى لأنه استطاع استرجاع باقى الأراضى المصرية المحتلة فى حرب النكسة 1967.
ويضيف عبد المنعم سعيد أنه رغم معارضة الشعوب العربية ومعها المصرية لهذه الزيارة، وخاصة بعد معاهدة السلام مع إسرائيل، إلا أن التاريخ أثبت عكس ذلك، فالشعوب العربية لم تنجح نظريتها فى الاستراتيجية التى تبناها الرئيس الراحل حافظ الأسد ومعه باقى رؤساء الدول العربية فى استرداد أراضيها المستعمرة، سواء سوريا عبر أرضها المحتلة الآن كالجولان ولبنان، كما شهدت المنطقة العربية والشرق الأوسط حروبا كانت مصر بعيدة عنها كالحرب الإيرانية العراقية والحرب العراقية الكويتية فى عام 1990.
فى حين يتهم البعض السادات بالتسبب فى خروج مصر من المعادلة الإقليمية العربية كما يقول د.عصام العريان عضو المكتب السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، عن زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس أنها كارثية لأنها أبعدت مصر عن العرب وعن دورها الإقليمى.
عصام العريان يؤكد أن زيارة السادات بها إيجابيات ومنها استرداد سيناء ولكنه استردها منزوعة السلاح، حيث أصبحت الآن ساحة يمرح فيها العدو، مما يهدد أمننا القومى، مستشهداً بما قاله محافظ سيناء واعترافه واتهامه بأن إسرائيل السبب الرئيسى وراء إثارة البدو ضد الحكومة المصرية، أيضاً هذه الزيارة قد أعطت للعدو ولأمريكا كل الفرص فى تمزيق المنطقة، وهذا سيؤدى إلى تضيق شامل على المنطقة.
مضيفا أن السادات فاز بجائزة نوبل للسلام، وأخذ شهرة عالمية نتيجة زيارته للقدس، ولكنه فقد شيئا عظيما وهو دعم الشعب المصرى والعربى له، وفى النهاية قد كانت هذه الزيارة سببا ً فى اغتياله، وشيعت جنازته بطريقه رسمية جداً ولم تحظى بالشعبية التى حظى بها الرئيس جمال عبد الناصر رغم أن الأول استرد سيناء والثانى "عبد الناصر" أضاعها.
بينما طلعت السادات، يصف زيارة عمه للقدس قائلاً أنها خلقت قاعدة من السلام والتفاهم بين مصر وأمريكا وأوروبا وإسرائيل، لكنها أخفقت فى تحقيق نتائج إيجابية كما كان يتوقع لها، حيث لم يعم السلام فى الشرق الأوسط ولم ترد للشعب الفلسطينى أراضيه المحتلة فى 1967، ولا سوريا أيضاً. وأضاف طلعت السادات قائلا، أما القيادات العربية بعد رحيل السادات أصبحت ضعيفة جداً وموالية لأمريكا وإسرائيل، وذلك ليضمنوا مقاعدهم فى رئاسة البلاد مما نتج عنه ضعفا فى الموقف الفلسطينى والسورى والعراقى واللبنانى، وأصبحنا كشعوب عربية تفعل فيها أمريكا وإسرائيل ما تشاء.
ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والشئون الإخوانية، يشير إلى مخالفة السادات إلى كل التوقعات بزيارته لإسرائيل فى 19 نوفمبر1977، ويرى أنه بذلك ترك فلسطين وسوريا فى مواجهة منفردة مع العدو الصهيونى والأمريكى، كما أن التصرف المنفرد للسادات هو السبب الحقيقى لما تعانيه مصر الآن من أزمات اقتصادية، حيث يقع 40% من المصريين تحت خط الفقر، ولكن إذا نجحت الوعود التى أطلقها السادات، لأصبحت مصر وعلى مرور واحد وثلاثين عاماً من الدول المتقدمة.
خلافات وانقسامات مستمرة
31 عاما على زيارة السادات للقدس
الخميس، 20 نوفمبر 2008 10:44 ص
الجدل لا يزال مستمرا حول زيارة السادات
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة