الزمهلاوية الكرة أهم من السينما والضحك أهم من الفن

الأحد، 02 نوفمبر 2008 11:38 م
الزمهلاوية الكرة أهم من السينما والضحك أهم من الفن فيلم "الزمهلاوية"
بقلم محمد بركة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجح فيلم "الزمهلاوية" فى أن يقدم دراما خفيفة مليئة بالضحك من خلال معالجة جديدة لقضية التعصب الكروى وانقسام المصريين بين الأهلى والزمالك، الحزبين الحقيقيين فى الشارع، لكنه فشل فى أن يترك بصمة تبقى فى الذهن أو الوجدان بعد أن تنزل تترات النهاية، ليصبح هذا العمل مثل علب الفيشار أو "البوب كورن" التى يحرص رواد صالات العرض السينمائى على تناولها وهم يتابعون الأحداث على الشاشة الفضية فتمنحهم شعوراً رائعاً باللذة والتسلية، لكنه شعور مؤقت، بلا عمق أو إشباع!

اعتمد السيناريو على أسلوب القطاع المتوازى فى بناء الأحداث، فكل مشهد يتعلق بالقلعة الحمراء وممثلها رجل الأعمال مختار سليم "عزت أبو عوف" كبير مشجعى الأهلى، يتلوه مشهد من القلعة البيضاء وممثلها رجل الأعمال شحاتة الساكت "صلاح عبد الله"، وامتد أسلوب التوازى فى بناء الشخصيات، لنجد أن زوجة الأول هالة فاخر خانته، فهى ليست أهلاوية صميمة بل زملكاوية، وكذلك زوجة الثانى "انتصار" أهلاوية وليست زملكاوية، كما كان يعتقد طوال فترة زواجهما! وكذلك أبناء كل من رجلى الأعمال يختلفون معهما فى الرأى ويتوقون بلا جدوى للحظة التمرد على سلالتهما الأبوية والكروية!

والشىء الإيجابى الحقيقى فى هذا العمل، حتى لو لم يقصد صناعه، هو التمرد على أسطورة النجم الأوحد الذى يتم تفصيل السيناريو على مقاسه، فجاءت البطولة هنا جماعية وأكسبت مشاركة نجوم الكرة خالد بيبو وعمر زكى وجمال حمزة الفيلم نكهة شعبية تجارية، لكن كثيراً ما بدأ أن نجوم الكرة هؤلاء مقحمون على نسيج الأحداث، ولا ضرورة درامية لوجودهم اللهم إلا كنوع من الأمان فى شباك التذاكر!، وعلى سبيل المثال، لم يكن لوجود عصام الحضرى أى معنى سوى الاستفادة من جماهيريته ومنحة الفرصة فى مشهد مفتعل لأن يدافع عن نفسه فى قضية لا علاقة لها بالفيلم وهى قضية هروب الحضرى إلى نادى سويسرى!

كما أن أحداث الفيلم لم تكن لتتأثر إطلاقاً لو تم حذف المشهد الوحيد الذى ظهر فيه الكابتن حسام البدرى مدرب نادى الأهلى، وكان حضور جمال حمزة وخالد بيبو باهتاً، وربما كان محمد شوقى وعمرو زكى هما الأقرب عضوياً للقصة والأحداث. ورغم أن الفيلم كان مزوداً بكل هذه "المشهيات" التجارية، إلا أن صناعه استعانوا بالمطرب الشعبى "ريكو" والمطربة الشعبية "هدى" فى أغنية، فردوا لها مساحة كبيرة وبدت عبئاً على الدراما، كما جعلت العمل متخماً بالكثير من "توابل" الجذب الجماهيرى.

استطاع ديكور حمدى عبد الرحمن أن ينقل حالة التعصب الكروى من خلال مبالغة "فانتازية" مقبولة ودالة، فالمفارش والأغطية على السرير وألوان بوابة العمارة والدهان على الجدران والشراشف والمناديل والمقاعد.. إلخ، كلها تأخذ اللون الأبيض والمزود بخصلتين أحمرين عند الزملكاوية أو اللون الأحمر القانى عند الأهلاوية. ونجح الفنان الشاب أحمد عزمى أن يتمرد أخيراً على دور الابن الفقير، المكافح، المحبط فى حبه ومستقبله، والمصدوم فى أبيه المستهتر، الأنانى، وهى التيمة التى استهلك الشاب الموهوب نفسه فيها من خلال الدراما التليفزيونية، وأخيراً فيلم "قبلات مسروقة".

كما أخرج الفيلم عزت أبو عوف من دائرة رجل الأعمال الشرير التى طالما سجن نفسه فيها، واستطاع مخرجه أحمد فايق أن ينقذ إيقاع العمل من البطء أو الترهل، وأن خانة التوفيق فى مشهد تحرير الفتاة الجميلة للرهائن من نجوم الكرة وتغلبها على عصابة إجرامية بمفردها فى الطريق العام، فكم بدأ هذا المشهد شديد الافتعال والسذاجة! ويظل الفيلم فى النهاية تجربة ناجحة تجارياً، دون إسفاف أو ابتزال، رغم أنها قدمت فنون الكرة على السينما، وأعلت من شأن الضحك على حساب الفن.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة