ولا اجتمعوا من أجل السيطرة على المحتجين وإسكات أصواتهم، لأنهم تركوا لهن المجال يهتفن كما يشئن، وتركوا لهن المساحة للوقوف والتعبير عن مشكلتهن. ولم يجتمعوا من أجل منع الصحفيين من هذا الحدث، لأنهم أنفسهم كانوا يدلون بأحاديث للصحفيين، ويتركون لهم المساحة للحديث مع المحتجات وتصويرهن أيضا.
فى البداية لوحظ العدد الكبير لعساكر الأمن وعلى رأسهم عدد من الضباط والأمناء بدون داع، والأمر الثانى أن أصحاب الوقفة هن ثمان سيدات يمثلن أسرة المعتقل "القرآنى" رضا عبد الرحمن، ويطالبن بعودته والإفراج عنه أو معرفة سبب اعتقاله أو الحصول على أى معلومات عنه، وهذا ما ذكره اليوم السابع فى عدة موضوعات سبق نشرها منذ اعتقال رضا عبد الرحمن.
رجال الأمن لم يفوتهم فى هذه الوقفة الحصول على قائمة بأسماء الصحف التى حضرت الوقفة، وتدوين اللافتات التى تنوعت وتعددت ما بين "يا سجان..إفرج عن رضا عبد الرحمن".. "القرآنيون دائما مضطهدين".. "الرأى يرد عليه بالرأى".. "هل قتلتم رضا تحت التعذيب".. "لا للاعتقال.. والفكر يرد عليه بمقال".. "يا سجان يا سجان.. أين حقوق الإنسان".. وطالبت المحتجات بالحوار بدلا من الاعتقال، وأن يكون الحوار من جانب الأزهر كجهة متخصصة فى شئون الدين، كما يحدث مع الشيعة والسنة فى مصر.
السيدة لواحظ والدة المعتقل ظلت طوال الوقفة تبكى وهى تهتف "أنا عايزة أعرف ابنى فين من 25 يوما"، أما شقيقة رضا الصغرى "هبة" فاختلف هتافها قائلة "لو أخويا متهم مش بيتعرض على النيابة ليه؟"، فيما شكت شقيقته الثانية "عزة" من الاضطهاد الذى يواجهونه فى قريتهم لأنهم قرآنيون، مطالبة بالرد على فكرهم بالفكر بدلا من الاعتقال، حيث أنهم من أصل عريق وجدودهم هم من قاموا بتحفيظ القرآن لكبار الشيوخ، أما أخته الثالثة فأشارت إلى أن كل مناسبة تحدث للعائلة وتجتمع فيها سواء أفراح أو غيرها، إلا ويهجم عليهم الأمن ويعتقل أحدهم، كما شكت باكية من اضطهاد الناس لأسرتهم، وأن أبسط أشكال هذا الاضطهاد هو عدم قبول أبنائهم فى "الكتاتيب" لتحفيظ القرآن، متهمينهم بالكفر لأنهم "قرآنيون"، وأخيرا حصل رجال الأمن على نسخة من المذكرة التى قدمها المحامى عادل رمضان من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية للنائب العام.





