يمر الفنان اللبنانى الكبير وديع الصافى بأزمة صحية بالغة، نقل على إثرها إلى مستشفى جبل لبنان، وقد شخص الدكتور المعالج حالة وديع على أنه نزيف حاد فى مجرى البول، حيث يعانى الفنان وديع الصافى من مشاكل صحية فى مجرى البول أدت لحدوث النزيف، وفور إذاعة الخبر فى الوسط الفنى سارع على الفور مجموعة من الفنانين للاطمئنان على حالته، ومنهم المطربة نجوى كرم والتى تبرعت له بدمائها.
ولد الفنان "وديع الصافى" واسمه الحقيقى "وديع فرنسيس" فى 21 نوفمبر عام 1921 فى قرية نيحا الشوف وهو الابن الثانى فى ترتيب العائلة المكونة من ثمانى أولاد لوالده بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس، والذى كان يعمل رقيبا فى الدرك اللبنانى.
كانت انطلاقة وديع الفنية سنة 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء من بين أربعين متسابق، فى مسابقة للإذاعة اللبنانية عن أغنية "يا مرسل النغم الحنون" تتلّمذ وديع على يد ميشال خياط وسليم الحلو اللذين اختارا له اسم "وديع الصافى" نظرا لصفاء صوته، حيث قال عنه محمد عبد الوهاب عندما سمعه يغنى أوائل الخمسينيات "ولو" المأخوذة من أحد أفلامه السينمائية وكان وديع يومها فى ريعان الشباب "من غير المعقول أن يملك أحد صوتا هكذا" حيث شكّلت هذه الأغنية علامة فارقة فى مشواره الفنى وتربع من خلالها على عرش الغناء العربى، فلُقب بصاحب الحنجرة الذهبية، وقيل عنه فى مصر أنّه مبتكر "المدرسة الصافية"-نسبة إلى وديع الصافى- فى الأغنية الشرقية.
غنّى للعديد من الشعراء وللعديد من الملحنين أشهرهم الإخوان رحبانى، زكى ناصيف، فيلمون وهبة، عفيف رضوان، محمد عبد الوهاب، فريد الأطرش، رياض البندك. ولكنّه كان يفضّل أن يلحّن أغانيه بنفسه لأنّه كان الأدرى بصوته، ولأنّه كان يُدخل المواويل فى أغانيه، حتّى أصبح مدرسة يُحتذى بها. غنّى الآلاف من الأغانى والقصائد، حتى وصل رصيده الغنائى إلى 6000 أغنية.
كرّم الصافى فى أكثر من بلد ومؤسسة وجمعية وحمل أكثر من وسام استحقاق منها خمسة أوسمة لبنانية نالها أيام الرئيس كميل شيمعون، أما الرئيس اللبنانى إميل لحود فقد منحه وسام "الأرز" برتبة فارس، ومنحته جامعة الروح القدس فى الكسليك دكتوراه فخرية فى الموسيقى، فى عام1991، شارك الصافى فى أربعة أفلام "الخمسة جنيه وغزل البنات وموّال"، و"نار الشوق" مع الفنانة صباح فى عام 1973.
يحمل وديع الصافى ثلاث جنسيات المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلى جانب جنسيته اللبنانية، إلاّ أنه يفتخر بلبنانيته ويردد أن الأيام علمته بأن "ما أعز من الولد إلا البلد".
فى سنة 1989، أقيم له حفل تكريم فى المعهد العربى فى باريس بمناسبة اليوبيل الذهبى لانطلاقته وعطاءاته الفنية.
وفى سنة 1990، خضع لعملية القلب المفتوح، والتى استمر بعدها فى عطائه الفنى بالتلحين والغناء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة