بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب تعقيدات الوضع الفلسطينى فى الداخل، استقبلت مدينة البيرة فى الضفة الغربية معرض فلسطين الدولى السابع للكتاب الذى يواصل استقبال الزوار حتى الثالث والعشرين من الشهر الحالى. وحمل المعرض هذه السنة اسم "دورة محمود درويش الشاعر والإنسان" وافتتح الخميس الماضى برعاية وزارة الثقافة الفلسطينية.
احتفت الوزارة بالشاعر الراحل عبر نشر صوره على قوس زجاجى وبث حفلاته الشعرية على شاشة متلفزة على مدار الساعة فى قاعة المعرض. قال مدير المعرض محمد الأسمر لوكالة فرانس برس "كل الظروف السياسية أعاقت إقامة المعرض السابع، حيث كان من المفروض أن يقام قبل ثلاث سنوات فى مدينة غزة، انطلاقا من سياسة الوزارة القائمة على إقامته مرة فى الضفة ومرة فى قطاع غزة". وأشار إلى المشاركين فى المعرض وقال "هناك 30 دار نشر من الأردن، و10 دور نشر من مصر، و12 دار نشر فلسطينية، وما يزيد على 100 دار نشر عربية وعالمية بالوكالة عن دور نشر فى لبنان وسوريا وتونس والسعودية، والولايات المتحدة وبريطانيا". أضاف مدير المعرض "لدينا ما يزيد على 30 ألف عنوان كتاب، ولم يكن سهلا إدخال الكتب على الحدود الإسرائيلية، حيث تأخرت الكتب المصرية أربعة أيام عن موعد افتتاح المعرض".
من جهته اعتبر ممثل اتحاد الناشرين العرب فتحى البس، أن أهمية معرض فلسطين "تكمن باستمراريته رغم الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة وإجراءات إسرائيل وإعاقاتها فيما يتعلق بمنح الناشرين العرب التصاريح". وأوضح "أن الناشرين اللبنانيين والسوريين يرفضون الدخول إلى فلسطين عن طريق إسرائيل، كما أن الكثير من الناشرين الأردنيين والمصريين يرفضون دخول الأراضى الفلسطينية بتأشيرة إسرائيلية" برغم معاهدتى السلام بين إسرائيل وهذين البلدين. وتابع قائلا إن وزارة الثقافة "بذلت جهودا كبيرة لتأمين وصول الناشرين إلى البيرة، إلا أن الأخيرين فوجئوا بارتفاع رسوم الاشتراك وزيادة إيجار سعر المتر المربع فى المعرض من 50 إلى 70 دولارا، الأمر الذى أرهق الناشرين فى ظل إقبال جماهيرى محدود".
أضاف البس أن عدد دور النشر التابعة للقطاع الخاص "قليل جدا بسبب وضع فلسطين وبالتالى لا توجد بنية تحتية لتوزيع الكتاب المنتج، حيث تندر المكتبات لبيع الكتب". دعمت الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض معرض فلسطين للكتاب بمبلغ 200 ألف دولار. وقال فياض خلال زيارته الأحد الماضى، إلى المعرض، "نولى أهمية خاصة لهذا المعرض بما يمثله من بعد ثقافى مهم لا يتجزأ عن العمل النضالى" مضيفا "سنشترى كتبا بـ100 ألف دولار لتوزيعها على المؤسسات والوزارات والجمعيات".
قال أحمد أبو طاووق صاحب الدار الأهلية للنشر فى الأردن، إن المعرض الدولى "أكبر من مدينة رام الله، ولو كانت فلسطين مفتوحة على كل أجزائها لكان المعرض صغيرا عليها، لكن المشكلة أن البلد مقطع الأوصال والناس لا تصل بسهولة من مدينة لأخرى".
انتقد مدير دار نشر "كل شىء" إبراهيم معروف من مدينة حيفا توقيت المعرض وقال "لقد افتتح المعرض نهاية الأسبوع، وهذا يعنى موعد إجازة كل العاملين فى رام الله وعودتهم إلى قراهم ومدنهم"، مضيفا أن "الحضور متدن جدا مقارنة بالسنوات السابقة".
لكن مدير المعرض محمد الأسمر أوضح أن إقامة المعرض "تزامنت مع إضراب العاملين بالجامعات"، مضيفا "نعمل على الاتصال بكافة الجهات لتكثيف الحضور وتكثيف الدعاية". وضمن فعاليات المعرض عرض فيلم "الأرض تورث اللغة" عن حياة ومنفى محمود درويش للمخرجة الفرنسية سيمون بيتون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة