عن دار الشروق بالقاهرة، صدرت الطبعة الثانية من رواية "وقوف متكرر" لمحمد صلاح العزب، وهى رواية صغيرة وملغزة ومبهرة العوالم، تصور مشاهد مختلفة من حياة بطل مهمش يرتحل بين جنبات مدينة القاهرة، التى تكرس لانهياره الطبقى المتتالى, من شبرا الخيمة إلى مدينة السلام إلى شبرا مصر، حياة شاب يبحث عن تمردات صغيرة، وفى سياق بحثه عن ذاته يتدفق السرد، منطلقاً من لحظة استثنائية هى الخروج من المنزل بحثاً عن الاستقلال المكانى والنفسى, فيستأجر البطل غرفة بعيدة علها تحتضن أشواقه إلى علاقة دافئة، ومن خلال مهمشين يبحثون فى جيوب بعضهم البعض عما يصلح للتشبث بالحياة.
أصدقاء وخونة ونساء محبطات ورجال محبطون، جنس كاذب, وموت للأب وجنازته، وبيع ِالسيارة، كل رأسماله النفسى والمعنوى، وخيبات الحسرة على لقاء غرامى فشل فى لحظة الذروة، وأب ممدد تلمسه أيدى الغرباء، وصديق يختار نجاته الشخصية من عبث التنطع عِلى المقاهى, كل ذلك يدور، فيما طفل صغير يدلى لعبته المربوطة بخيط من إحدى البلكونات، وما إن تسقط حتى يظل البطل فى انتظار نزول الولد ليستردها، ليغلق السرد بحالة انتظار طائشة، علها تعيد بعضاً من الأمل لشخص أصبحت قسوة الحياة من تفاصيله اليومية العادية التى تخلو من هزائم كبرى أو انتصارات كبرى.
صدر للعزب من قبل "لونه أزرق بطريقة محزنة" مجموعة قصصية عن المجلس الأعلى للثقافة و"سرداب طويل يجبرك سقفه على الانحناء" رواية طبعة أولى عن دار سعاد الصباح بالكويت وطبعة ثانية عن دار هامش بمصر، ورواية "سرير الرجل الإيطالى" عن دار ميريت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة