رحلة طويلة من العطاء الفنى للفنان محمود ياسين، قدَّم خلالها مئات الأدوار فى السينما المصرية، ونال العديد من الجوائز، وفى دورة مهرجان القاهرة السينمائى الـ 32 تم تكريمه على مشواره الفنى الحافل، وجاءه التكريم بينما ينتظر عرض فيلمه السينمائى الجديد "الوعد" فى عيد الأضحى المقبل، بطولة روبى وآسر ياسين وتأليف وحيد حامد وإخراج محمد ياسين.
اليوم السابع التقى محمود ياسين قبل أيام من انطلاق فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى .. وكان هذا الحوار معه احتفاءً به..
ما شعورك عندما علمت بتكريمك من قبل مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ32؟
مسألة مؤثرة فى حياة الفنان، خصوصاً عندما تأتى من جهة شديدة التخصص، ومن مهرجان له تاريخ عريق ومكانة متميزة على مستوى العالم، وأنا سعدت جداً به خاصة أنه من مهرجان بلدى، وشعرت أن هذه مكافأة لى على مجهود السنين وأعمالى الفنية، والمبدع عندما يتم تكريمه من بلده أفضل عنده من أى مهرجان آخر.
هل كنت تتوقع هذا التكريم؟
مطلقاً، فالتكريم كان بمثابة مفاجأة كبيرة، لكننى سعدت بها بشدة وشعرت أننى مازالت فى ذاكرة المهتمين بالسينما المصرية.
هل تعتقد أنك نلت حقك الأدبى بهذا التكريم؟
دعينى أوضح لك أن الفن أعطانى الكثير، شهرتى وحب الجمهور وحقى الأدبى أيضاً، وأعطانى كل شىء جميل فى حياتى، كما أعطيته حياتى وقدمت للسينما المصرية أكثر من 140 فيلماً، بالإضافة إلى العديد من المسرحيات والمسلسلات، فحقى أخذته من زمان ومازلت أخذه من حب الجمهور.
البعض يرى أن تكريمك جاء متأخراً .. ما تعليقك؟
لا أفكر فى الموضوع بهذه الطريقة، أنا أشكرهم بشدة لأنهم تذكروننى وقاموا بتكريمى، ولا يوجد شىء اسمه التكريم تأخر ما دمت حياً.
ما رأيك فى مهرجان القاهرة السينمائى، وهل تعتقد أنه يستطيع المنافسة مع المهرجانات الأخرى مثل أبو ظبى أو دمشق؟
أجاب بحدة، مهرجان القاهرة كان ومازال وسيظل المهرجان الدولى الوحيد فى المنطقة العربية، وهو أقدم المهرجانات وله تاريخ طويل ومشرف، ويكفى أنه يحمل اسم مصر أعرق دولة عربية فى الفنون، أنا أعلم أن المهرجان يواجه العديد من المشكلات، لكن جميعها مشكلات مادية، لذلك نحن لا ينقصنا سوى الدعم المالى، وسيصبح المهرجان من أهم مهرجانات العالم وليس الوطن العربى فقط.
أستشعر من كلامك أن مهرجان القاهرة له مكانة خاصة عندك؟
هذا حقيقى، فمهرجان القاهرة يحتل مكانة خاصة لدى، حيث كنت أول أبناء جيلى الذين تم اختيارهم لعضوية لجان التحكيم فيه عام 1924، فى الدورة الـ8.
ما رأيك فى السينما الشبابية الحالية، خاصة بعد عودتك للمشاركة بها من خلال فيلم "الجزيرة" وبعده فيلم "الوعد"؟
مازلت أؤكد أن السينما هى للشباب دائماً، نحن قديماً كنا شباباً وكانت السينما لنا، وحالياً لابد أن يكون للسينما جيلها، ونحن نشارك معهم ولنا مكاننا، ولابد أن تكون مشاركتنا لهؤلاء الشباب لتشجيعهم ولإضافة بصمة فنية لأعمالهم.
لكن الكثير لم يتقبل فكرة مشاركتك لفيلم تقوم ببطولته المطربة روبى؟
أنا لا أرى مشكلة فى ذلك، الدور الذى تجسده روبى فى العمل لم يكن يصلح له سواها، ولا أعرف لماذا نصدر أحكاماً مسبقة على الأعمال الفنية، لماذا لا ننتظر حتى يعرض الفيلم، وبعد ذلك كل من يريد أن يقول شيئاً فليقله، أؤكد أننى فوجئت بأداء روبى كممثلة، وأتوقع لها مستقبلاً جيداً فى عالم التمثيل خلال المرحلة القادمة.
لماذا هذه السرية الشديدة المحيطة بالفيلم من كل طاقم العمل؟
لأن العمل مفاجأة والحديث عن العمل سيحرق قصة الفيلم، والأعمال الفنية من الأفضل أن تحاط بالسرية حتى يتم الانتهاء منها، وأحياناً نجد بعض الصحفيين يهاجمون العمل دون أن يكتمل أو يشاهدوه، فأعتقد أن الأفضل التكتم على تفاصيل العمل الفنى إلى أن يتم عرضه، حتى يتم الحكم عليه جيداً.
لماذا لم نعد نرى نجوماً لهم ثقلهم الفنى مثلما رأينا فى أفلام جيلك؟
ليست المسألة بهذه الصورة، ولكن لكل فترة مرحلتها ولكل فنان طريقة أدائه وأسلوبه فى التمثيل، ومن الصعب أن نرى مثل فريد شوقى ورشدى أباظة وعادل أدهم، ولكن حاليا هناك نجوماً شباباً لهم طريقة أدائهم المميزة، وسيتركون علامات بارزة فى تاريخ السينما ومنهم أحمد السقا وأحمد حلمى وعمرو واكد وغيرهم.
كرمه مهرجان القاهرة السينمائى على رحلة عطائه
محمود ياسين: تكريم بلدى لى بالدنيا
الأحد، 16 نوفمبر 2008 11:38 ص