حذر الدكتور محمد نوار أستاذ البحوث الزراعية بكلية الزراعة جامعة القاهرة من خطر يهدد محاولات تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح المصرى فى أعقاب الأزمة العالمية التى أدت لانخفاض أسعار الحبوب الغذائية فى السوق العالمى, قائلا إن هناك اضطراباً شديداً, وجميع المؤشرات تشير إلى ابتعاد المزارعين عن زراعة القمح خلال الموسم الزراعى الجديد واتجاههم لزراعة البرسيم بدلاً منه مما ينبئ بكارثة غذائية.
وتوقع نوار أن تبتعد الاستثمارات عن قطاع الزراعة فى ظل الوضع الحالى, مما يترتب عليه انخفاض فرص العمالة فى هذا القطاع، ودخول فئات جديدة خاصة من المجتمع الريفى تحت خط الفقر، بالإضافة لحدوث هجرة محتملة من أبناء الريف خاصة فى الوجه القبلى، وظهور نمط الإنجاب التعويضى بشكل كبير بسبب تزايد الفقر.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التى عقدت بمركز معلومات مجلس الوزراء ودعم اتخاذ القرار عن أزمة الغذاء وحالة السكان بمصر, حضرها نخبة من الاقتصاديين والمهتمين بالشأن الزراعى والسكانى بمصر.
من جانبه أكد الدكتور جمال صيام أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة جامعة القاهرة, أن مصر دولة هشة غذائياً ومعرضة لأى أزمة محلية أو عالمية، مشيراً إلى الحاجة لوضع سياسات سكانية جديدة يتوقف عليها الوضع الغذائى المستقبلى، مشيراً إلى أن وضع مشروعات توشكى وشرق العوينات لا يوحى بالأمل فى الوصول لمعدل الاستصلاح المستهدف خلال الـ20 سنة القادمة, وهى 11 مليون فدان.
وأوصى الباحثون بزيادة استثمارات البحوث الزراعية لتصل إلى 600مليون جنيه بدلاً من 34 مليون كما هو معمول به، وزيادة المساحة المستصلحة من الأراضى الزراعية من خلال الاهتمام بالمشروعات القائمة والمتعطلة مثل توشكى وشرق العوينات، بالإضافة لتخفيض المساحة المنزرعة من الأرز من 2.1مليون فدان إلى 1.1 مليون فدان لتوفير 4 مليارات متر مكعب من المياه سنوياً، بجانب التوسع الرأسى من خلال زيادة إنتاجية الفدان.
وطالب الخبراء بوضع خطة استراتيجية تلتزم بها الحكومة للسيطرة على الأزمة الغذائية، لا تتغير بتغير الوزراء.
كما طالب الدكتور حسين حجازى رئيس لجنة الزراعة بمجلس الشورى بضمانات من الحكومة لتنفيذ التوصيات التى اقترحها الباحثون فى سياسات محددة طبقاً لجدول زمنى, خاصة وأنها أطلقت بمركز دعم اتخاذ القرار.
الدكتور أمين أباظة وزير الزراعة واستصلاح الأراضى