بالرغم من انتظار الجمهور لعمل فنى يناقش قضية التعليم فى المرحلة الثانوية، على غرار مسلسل الـ "هاى سكول" الذى يعرض حالياً على شاشة قناة النايل لايف، إلا أنه جاء مخيباً للآمال.
فالمسلسل يقدم نظرة سطحية جداً لقضايا التعليم الثانوى، وحصرها فى حيز ضيق جداً قاصرعلى أبناء الطبقة الفارهة أو "الهاى لايف"، دون الالتفات لأبناء المدارس الحكومية الذين يعانون الويلات حتى يستطيعوا الالتحاق بإحدى كليات القمة أو غيرها من المعاهد التابعة للدولة.
ويمكن أن تكون رؤية مؤلف المسلسل أحمد عطا قاصرة على طبقة الهاى لايف، كنوع من إضفاء روح الكوميديا على العمل، نظراً لتفاهة الموضوعات التى تشغل بال هؤلاء الطلبة، إلا أنه لم يستطيع تحقيق ذلك، فجميع المواقف والمقالب التى يقوم بها التلاميذ طوال عرض الحلقة تصل إلى حد كبير من الاستظراف.
ومن أهم القضايا التى يطرحها الـ "هاى سكول"، سرقة إحدى الفتيات لكشكولها من حجرة المدرسين، بغرض تصحيح إجابتها فى امتحانات الشهر، وأخرى تقوم بتصوير إحدى المدرسات مع الطبيب المعالج لوالدتها فى المستشفى للتشهير بها، وطالب آخر يحاول الانتحار بسبب فشله فى مذاكرة مادة اللغة العربية، تاركاً بذلك المؤلف مشاكل أكثر خطورة وأهمية، وأبرزها قضية تسريب الامتحانات التى ازداد انتشارها مؤخراً، وتعدى الطلبة بالضرب على المدرسين وقذفهم بالشتائم الخارجة عن الحدود، اعتماداً على حماية المناصب التى يشغالها آباؤهم.
وحتى المشاكل النفسية التى يعانى منها الطلبة فى هذه المرحلة، انحصر أغلبها فى إطار غياب الأب الذى ينتج عنه الاضطراب النفسى لسلوك الأبناء.
الواقع يثبت أن مشاكل التعليم الخاص تشكل كارثة خطيرة فى حياتنا، وبزيارة واحدة لإحدى مدارس الثانوى، ستجد نفسك أمام كم من المشاكل النفسية والمادية، هذا المدرس يضرب الطالب حتى الموت، وغيره يستفزه بالدروس الخصوصية، وكثير من المشاكل التى لا يمكننا الاستهتار بها، وأهمها إخراج جيل جاهل وبعيد كل البعد عن مجتمعه، لدرجة تصل لحد نسيانه التحدث بلغة بلده.
يذكر أن مسلسل "هاى سكول" من إخراج عادل يحيى، وبطولة دلال عبد العزيز وأحمد راتب وحنان مطاوع ودنيا ومحمد الشقنقيرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة