فى ندوة الإعلام الخاص وإعلام الدولة المشاهد بين شاشتين

المناوى يطالب بتعديل مفهوم الملكية فى الإعلام

السبت، 15 نوفمبر 2008 02:41 م
المناوى يطالب بتعديل مفهوم الملكية فى الإعلام عبد اللطيف المناوى يأمل حدوث تغيرات جوهرية فى الإعلام العربى ومفهوم الملكية
متابعة ريمون فرنسيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى ندوة "الإعلام الخاص وإعلام الدولة المشاهد بين شاشتين" دارت مناقشة ساخنة حول تعظيم دور الإعلام الخاص أمام تراجع دور إعلام الدولة، وطرح العلاقة بين الاثنين، وتحولها إلى صراع يقع المشاهد أسيراً له.

شارك فى الندوة، كل من الكاتب الصحفى عادل درويش المحرر السياسى صحيفة الـ "ديلى ميل" والإعلامى حافظ المرازى نائب رئيس قناة الحياة ونخلة الحاج مدير الأخبار بقناة العربية ويسرى فودة الإعلامى بقناة الجزيرة وسعد العجمى وزير الإعلام الكويتى الأسبق والإعلامية الجزائرية فاطمة بن حوحو.

أدار الندوة عبد اللطيف المناوى رئيس قطاع الأخبار المصرى، متحدثاً عن ظهور الإعلام الخاص بقوة فى الفترة الأخيرة، رغم التعود لسنوات طويلة على "وجود صوت واحد". وربط هذا بالتطور السياسى والاقتصادى الذى شهدته المنطقة فى العقد الأخير.

وأكد المناوى فى تقديمه أنه فى الآونة الأخيرة ظهرت "حالة من الحرية فى الدول العربية أدت إلى فرض حالة من حالات الانفتاح الإعلامى"، وأنه فعلا تحققت مقولة أن العالم بات قرية صغيرة.

درويش: مايحدث فى مصر ليس حرية إعلامية

أكد عادل درويش المحرر السياسى صحيفة الـ "ديلى ميل"، أن المجتمعات الناطقة باللغة العربية لم تصل إلى مرحلة التصنيع الكامل سواء فى الصحافة أو التلفزيون, باعتبارها سلعة ينتجها الإعلاميون"ويشتريها المشاهد، مشيراً أن التكاليف الباهظة لصناعة الإعلام المرئى والمسموع أو المكتوب، ضارباً مثالاً على ذلك بتغطية حرب جورجيا مع روسيا, ومن أجل ذلك قال درويش, إنه لابد من مساهمة الدولة، لكن مع تحقيق معادلة الاستقلالية. وأضاف أنه نظراً للتغيرات الاقتصادية التى يشهدها العالم الآن، باتت القنوات تقلص من حجم الإنتاج، وتغير من شكله.

و تناول درويش بالتحليل تجربة راديو وتلفزيون الـ B.B.C الذى استطاع تحقيق المعادلة الصعبة بين التمويل والحرية الإعلامية.. وهو ما أعطى الشبكة الاستقلالية والقوة التى مكنتها من المعارضة لدرجة أنها كانت تستضيف فى برامجها رجال الدولة والساسة "وتحاكمهم" عن نهجهم.. وهو ما جعل تونى بلير, على سبيل المثال, رئيس الوزراء البريطانى السابق لم يظهر بها سوى مرتين اثنتين فقط، وجعل مارجريت تاتشر لا تظهر بها ولو لمرة واحدة.

كما تناول درويش قضية الحرية والمسئولية، والتوازن والحيادية، وضرب مثالاً على ذلك باستضافة رئيس تحرير صحيفة القدس وإحدى الشخصيات الإسرائيلية (من أجل التوازن)، وعرض وجهتى النظر دون إبداء (لتحقيق الحيادية).

وانتقد درويش تجربة مصر الصحافية، قائلاً إنه رغم وجود عدد كبير من الصحف المعارضة التى تكتب ضد الدولة، إلاّ أن ذلك ليس معناه الحرية الصحافية، لكن ما هو موجود على الساحة الآن ذات طابع حكومى مشيراً إلى صحف الأخبار والأهرام أو الجمهورية.

من جانبه أشار حافظ المرازى نائب رئيس قناة الحياة، أن المشكلة تكمن فى أن مجتمعاتنا العربية ارتبط لديها مفهوما خاطئا بأن إعلام الدولة هو إعلام الحكومة وهذا غير صحيح، فإن BBC إعلام دولة لكنه ليس إعلام حكومة, مشيراً أيضا إلى تجربة وليدة فى بيئة عربية كالعراق تحاول أن تحتذى بنموذج أمريكى فهى عبارة عن هيئة إعلامية يعينها البرلمان العراقى, وهذا لا يعنى أنها تابعة للحكومة.

كما تطرق إلى اقتصاد السوق الذى لا يزال مشوهاً فى الدول العربية ولا يصل إلى حدة الكامل فنسبة المساهمة للقطاع الخاص يجب ألا تزيد عن نسبة 10% للمالك ومن يرثه, وهذا غير مطبق فى الواقع، ففى العالم كله لا تزيد هذه النسبة عن 2% وهذا يحمى من إمكانية إساءة استخدام هذه الملكية.

وأضاف أن قناة الجزيرة لا تعد إعلاماً خاصاً فهى بدون الإعانات الحكومية لا تستطيع أن تستمر, موضحاً أن الجزء التجارى فى قناة الجزيرة يحاول الاستقلال عن الحكومة, ولكن فى النهاية ليس لدينا فى العالم العربى حتى الآن قنوات إخبارية مستقلة أو خاصة، وفى المقابل ضرب المثل بتجربة قناة C.N.N أو FOXNEWS وهو إعلام أمريكى مستقل ناجح.

أوضح المرازى أن ما نعيشه الآن من استقلالية فى عمليات البث الفضائى بدون أى وسيط، أتاح الفرصة لإنشاء محطات تعتمد على اشتراكات الجمهور وتبتعد عن الحكومة مع ضمان أن تحقق نجاحاً وأرباحاً, ولكن للأسف هناك بعض القنوات تحاول أن "تجمع بين الحسنيين" فتأخذ اشتراكات من الجمهور وفى الوقت نفسه تبث لهم الإعلانات, وهذا ممنوع فى كثير من دول العالم.

وحول مهام ووظائف وزراء الإعلام العرب فى هذا المجال، طرح نخلة الحاج تساؤلاً عن الشفافية فى الإنفاق على الإعلام الحكومى، الذى يؤكد الحرص على تشجيع اقتصاد السوق لأنه يحرك ويطور الرسالة الإعلامية, ويجعل التلفزيون بعيداً عن الدعاية السياسية للحكومات، وأعتقد أننا قطعنا شوطاً فى هذه الأمور مستفيدين من التشريعات.

وأشار يسرى فودة أن التطور الذى حدث فى مجال الإعلام الإلكترونى حدث قسراً.. رغم أنف الحكومات العربية، وبغض النظر عن الأسباب يعد هذا التطور محاولة للتكيف مع ظروف الواقع فى ظل الأمية المنتشرة فى العالم العربى وضعف الإقبال على شراء الصحف المطبوعة والكتب، بسبب محدودية القدرة الاقتصادية.

وعن تجربة تحرير إعلام الدولة تحدث سعد العجمى وزير الإعلام الكويتى السابق، وتحدثت فاطمة بن حوحو الإعلامية الجزائرية عن تجربتها الإعلامية

محرر اليوم السابع طرح تساؤلاً عن مدى استعداد الرأى العام لتقبل الإعلام الخاص بما يحمله من حقائق مغايرة عن التضليل الذى بات يعيش فيه المشاهد العربى لسنوات طويلة.

وعن ذلك، عقب الأستاذ درويش أن التجربة الإعلامية الحالية تشهد تطوراً مستمراً، وأنه فى المستقبل القريب سيتم أيضاً تطوير بشكل أكبر وأعمق، وأن إعلامنا بالفعل إعلام فاشل, والإعلام الخاص له مستقبل, وهو ما دعاه إلى الاستقالة من الإعلام الحكومى والاتجاه للإعلام الخاص.

وردت بن حوحو أن موضوع الفشل والنجاح هو المعيار الرئيس فى الوقت الراهن ويقاس بالمصداقية، مطالبة أن يكون التدخل بغض النظر عن وضع الشخص أو الجهة التى يتبعها يصل إلى الإعلام الحر.

فى نهاية الندوة، علق الأستاذ عبد اللطيف المناوى أنه من المهم أن يكون فى هذه المرحلة مراقبة التجربة الإعلامية المصرية مع الإشارة إلى إعطاء مساحة أكبر لتعديل مفهوم الملكية فى الإعلام العام متمنياً الوصول إلى إعلام الدولة بمفهوم الدولة, وليس بمفهوم الحكومة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة