د. محمد مورو

أوباما صحوة ما قبل الموت

السبت، 15 نوفمبر 2008 10:18 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من حقى أن أقول إننى الكاتب العربى الأول الذى توقع فوز باراك أوباما ووصوله إلى البيت الأبيض، لم يكن هذا التوقع أو الاستشراف نوعا من التنجيم ولكنه كان اعتماد على أن هناك أسبابا موضوعية تجعل الأجهزة الأمريكية والقوى المسيطرة فى الولايات المتحدة مضطرة اضطرار إلى البحث عن أمريكا جديدة، بعد أن فشلت أمريكا الحالية وساءت سمعتها إلى أقصى درجة، توقع فوز أوباما بالنسبة لى كان مبكرا جدا، كان فى أوائل بدء الحملة الانتخابية داخل كل حزب على حدة، وكانت الأرقام والاستطلاعات ساعتها تشير إلى فوز السيدة هيلارى كلينتون على باراك أوباما، ولكننى أحسست أن المسألة سوف تتغير فى اتجاه أوباما، بل إننى قلت ساعتها فى مقال بعنوان «أوباما يغسل أكثر «بياضا» إن الأجهزة والقوى المسيطرة فى أمريكا بحثت أصلا عن شخص مثل أوباما يكون قادرا على تقديم أمريكا جديدة للعالم، وأن ذلك يرجع إلى أن هناك هزيمة أمريكية قد حدثت بالفعل فى كل من العراق وأفغانستان، وأن المسألة مسألة وقت، أضف إلى ذلك أن الحرب الأمريكية على الإرهاب الإسلامى تعانى من مشاكل كبيرة، نظرا لأن الممارسات والسياسات الأمريكية فى الشرق الأوسط والعالم، تدفع بالمزيد من الشباب والناس عموما فى اتجاه دعم الإرهاب نتيجة الغيظ من ممارسات أمريكا، وهذا معناه أن الحرب الأمريكية على الإرهاب ستفشل، وهو أمر خطير جدا على أمريكا، وبما أن استخدام القوة على نطاق واسع ضد الإرهاب قد فشل، فإن الحل الوحيد هو تجفيف منابع الإرهاب، وذلك يقتضى تحسين سمعة أمريكا، وتغيير سياساتها، والأمر يقتضى هنا، توصيل رئيس أسود مثلا أو ذى أصول إسلامية إلى سدة البيت الأبيض، وفى نفس الوقت يكون من نفس المدرسة الحاكمة وليس ثوريا حقيقيا مثلا، وهذا يحقق عددا من الأهداف فإذا انسحب من العراق مثلا كان ذلك أمام العالم لأسباب أخلاقية، وليس تعبيرا عن الهزيمة، ويكون قادرا على غسل سمعة أمريكا فى العالم، وبالتالى تحقيق نوع من النجاح الدعائى الذى ترى تلك الأجهزة أنه أصبح الآن الأهم فى موضوع الحرب على الإرهاب.

كانت المسألة على هذا النحو تقتضى إرسال رسالة إلى العالم بأن أمريكا ليست شيئا واحدا، وأنها قادرة على تغيير نفسها، وتغيير سياساتها، وأنه من الممكن أن نثق بها إذا ما تغيرت، وهكذا جاء أوباما وهكذا فاز أوباما.

ولكن السؤال الآن: هل يستطيع أوباما بالفعل أن يقوم بغسل سمعة أمريكا، وهل يستطيع بالفعل إنقاذ أمريكا من أزماتها وهزائمها، ومن الأزمة الاقتصادية الطاحنة، وهل قدرته على تحريك الشباب وقطاعات الأقليات فى الولايات المتحدة سوف تحقق أمريكا جديدة بالفعل، أم أن المسألة لن تعدو أن تكون نوعا من صحوة ما قبل الموت لا أكثر ولا أقل!!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة