ليس الضحية الأولى من رجال الشرطة وبالطبع لن يكون الشهيد الأخير، الملازم محمد ناجى قتلته رصاصات تجار المخدرات الأسبوع الماضى فى مواجهاتهم مع الشرطة بمنطقة الجعافرة بشبين القناطر بالقليوبية، الجريمة تفتح ملف «قرى المثلث الذهبى» أو «مثلث الرعب»، الذى يضم قرى الجعافرة و كوم السمن والقشيش، والتى تعد أهم معاقل أباطرة المخدارت، وقبلة المدمنين.
الشهيد سبقه زملاء له آخرهم النقيب تامر عبد الفضيل من مباحث تنفيذ الأحكام بالقليوبية ليستمر مسلسل الدم والكيف فى هذه المنطقة، التى باتت لغزا غامضا يحتاج إلى حل ليتوقف نزيف الدم ونشر السموم.
تجار الكيف يسيطرون على المنطقة التى تمتد ما بين طريقى قليوب شبين القناطر بمحازاة قطار الشرق الذى ينحرف يمينا عند قدومه من القاهرة وطريق مصر اسماعيلية الزراعى أى أن القرى الثلاث لها منفذان رئيسيان على القاهرة والتى تبعد عنها بحوالى 20 كيلو مترا المنفذ الأول طريق قليوب - شبين القناطر والمنفذ الثانى يطل على طريق اسماعيلية - القاهرة الزراعى.
القرى الثلاث التى يتكون منها المثلث تقع قرية القشيش على رأسه بينما تمثل قرية كوم السمن الضلع الأيمن والجعافرة الضلع الأيسر للمثلث الذى يقع على مساحة كبيرة تحيط به حدائق الفاكهة الكثيفة والتى تمثل حصنا منيعا، يعوق تحرك رجال الشرطة إلى القرى الثلاث التى اشتهرت بتجارة المخدرات وإنتاجها على مدى الخمسين عاما الماضية
ويتوارث الأبناء تجارة وإنتاج المخدرات جيلا بعد جيل حتى أصبحت هى العصب الرئيسى لاقتصاد تلك المنطقة.
القرى الثلاث شهدت محاولات وحملات متعددة لاقتحامها بوسائل مختلفة، ففى مرة استخدمت الشرطة أتوبيسات النقل العام لدخول المنطقة ومرة ثانية استخدموا سيارات الإسعاف فى كل مرة ينجحون فى مهمتهم - جزئيا - لكن تظل التجارة باقية.
معقل المخدرات مازال مزدهرا ونسبة من بيوت القرى الثلاث تتاجر فيها، حتى إنها تباع ومنذ خمسين عاما علنا وفى الطريق العام كأى سلعة ينادى عليها الصبية والشباب.
الغريب هو اتهامات أهالى المنطقة الذين يعانون من استمرار تجارة الكيف لعدد من المشاهير وأبناء وزراء ومسئولين سابقين، يترددون على المنطقة بدعم باعة السموم من خلال صداقات تنشأ بينهم.
لمعلوماتك..
◄18 مليار جنيه حجم تجارة المخدرات فى مصر