يستعد نائب الحزب الوطنى حيدر بغدادى بأوراق استجواب حول اختفاء 180 مليون دولار منحة إماراتية كانت مخصصة لتطوير منطقة الدويقة، ويستند النائب إلى تقرير هيئة الجيولوجيا الذى يتوقع تكرار كارثة الدويقة فى خمس مناطق أخرى، الاستجواب يحمل اتهامات لزميله فى الدائرة ووزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان بالإهمال وتبديد المنحة، وأكد النائب بغدادى أن سليمان كان يتصرف دون رقابة من الحزب الوطنى أو مجلس الشعب، وأضاف أن الحكومة أخلت بعض أماكن العشوائيات الآمنة بالمنطقة، ونقل سكانها منذ أربع سنوات وتركوا الأماكن الخطرة تحت الجبل دون إخلاء وكانت النتيجة كارثة الدويقة التى أودت بحياة 140 شخصا، وأكد لـ«اليوم السابع» أن هناك خمس مناطق أخرى معرضة للخطر طبقا لتقرير الهيئة العامة للجيولوجيا، الذى أكد ضرورة إخلائها بشكل عاجل لاحتمالات تعرضها لانهيارات صخرية هى المعدسة والحرفيين وزرايب الحلايب والمركز الطبى.
وتبذل قيادات بالحزب الوطنى محاولات مع النائب لإثنائه عن تقديم استجواب، والاكتفاء ببيان عاجل فى مجلس الشعب، على أن يستجوب الوزير المسئول داخل لجنة الحزب المختصة، وتخشى قيادات الوطنى من أنها لو سمحت لنائب بأن يتقدم باستجواب فسوف يتبعه الكثيرون وسيكون هذا بمثابة إحراج للحزب وحكومته أمام الرأى العام، خاصة فيما يطلب تيار آخر داخل الحزب ويمثله نواب مثل حمدى الطحان، وماهر الدربى ،ومصطفى السعيد، بضرورة أن يسمح لنواب الوطنى بتقديم استجواب، وأن هذا لا يتعارض مع الالتزام الحزبى، بل إن من شأنه تدعيم صورة الحزب فى الشارع.
وتعيد الأزمة الحالية إلى الأذهان ما حدث عندما تقدم النائب طاهر حزين باستجواب لوزير النقل وفشل الحزب فى الضغط عليه لسحب الاستجواب، مؤكدا وقتها أنه لم يخرج عن الالتزام الحزبى ولكن الذى خالفه هو وزير النقل عندما أصدر قرارات تخالف خطة وبرنامج الحكومة والحزب، وأدى موقف حزين إلى فصله من الحزب.. الشواهد تؤكد أن الأزمة لن تتصاعد وأن بغدادى سوف يتراجع ويقبل ببيان عاجل، خاصة أنه لن يطالب فيه بإقالة الحكومة وإنما فقط بتشكيل لجنة تقصى حقائق حول أوجه إنفاق منحة أبوظبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة