أعلن سينمائيون عرب وأمريكيون، أنهم فى طور الإعداد لفيلم هوليوودى ضخم بتكلفة مئة مليون يورو، يتمحور حول انطلاقة الإسلام، ويهدف إلى رأب الصدع بين المسلمين والغرب. والسيرة النبوية ستكون فى صميم هذا العمل السينمائى، ولكن تماشيا مع التعاليم الإسلامية، لن تجسد شخصية النبى محمد بأى شكل من الأشكال فى الفيلم الذى سيروى قصة أشخاص عايشوا مسيرته فى الجزيرة العربية وتأثروا برسالته.
قال المنتج الرئيسى للفيلم اللبنانى الأميركى أوسكار زغبى، لوكالة فرانس برس، "إنه الوقت المناسب لإظهار القيم الحقيقية للإسلام بعد سوء التفاهم الكبير الذى ظهر مع الغرب فى السنوات الأخيرة". وذكر زغبى وهو مسيحى، أنه وفريق الفيلم الذى سيكون عنوانه "رسول السلام"، يقومون حاليا بجولة فى الدول العربية، للبحث عن شركاء فى إنتاج العمل الذى تبلغ كلفته مئة مليون يورو (حوالى 127 مليون دولار). إلا أنه أكد أن فريق الفيلم "وضع من جانبه مبلغا كبيرا لتنفيذ الفيلم" وهو "يبحث عن شركاء وليس عن ممولين".
ويرى زغبى أن الفيلم الذى سيكون "فريدا من نوعه"، يمكنه أن "ينطلق من قاعدة مشاهدين ضخمة، نظراً لوجود حوالى مليار ونصف مليار مسلم حول العالم، ناهيك عن غير المسلمين، وبالتالى هو استثمار مضمون". وأشار بشكل خاص إلى استمرار الطلب الجماهيرى على فيلم "الرسالة" للمخرج السورى الراحل مصطفى العقاد الذى يروى ظهور الإسلام.
لكن الفيلم قد يواجه بحسب زغبى بعض العراقيل فى أروقة هوليوود التقليدية، "لذا نحن نعد استراتيجية غير كلاسيكية لتوزيع الفيلم"، مفضلاً عدم الإفصاح عن تفاصيل هذه الاستراتيجية. وذكر زغبى أن الفيلم "سيكون عن أشخاص بسطاء، وعن عائلات يعيشون فى المكان نفسه والمرحلة نفسها (ظهور الإسلام)، يتألمون ويبكون ويشهدون ولادة الإسلام ويتفاعلون معه".
وأضاف أن "الفيلم سيروى ببساطة وتواضع قصة أشخاص عاديين، لذا هو يحاكى كل إنسان فى العالم". وأشار المنتج إلى أن الفيلم "ليس عملاً مسلما للمسلمين، بل فيلم عالمى موجه إلى العالم بأسره، إنه فيلم هوليوودى، ولكن بقيم إسلامية". كما سيضع الفيلم بحسب زغبى ولادة الإسلام فى إطارها الزمنى والجغرافى بين إمبراطوريتين عظيمتين هما بيزنطة وفارس.
من جانبه، قال مخرج الفيلم رامسى توماس، إن "رسول السلام" "ليس ملحميا بكل معنى الكلمة، وإنما سينطلق من الحميمية لبناء استعراض متألق"، تستخدم فيه أحدث التقنيات.
وعن دور النبى محمد فى الفيلم، قال توماس "نريد أن يشاهد الناس الفيلم، وننطلق من كل المسلمات المتعلقة بعدم تجسيد النبى أو أهل بيته والصحابة بأى شكل من الأشكال. لكن إذا كانت الكاميرا غير مصوبة على النبى محمد، فهذا لا يعنى إخفاءه، بل أن حضوره يتضاعف بهذه الطريقة".
وأضاف "سنروى قصة بسيطة تستحق أن تروى وسنضعها فى إطارها ونوسع الإطار زمنيا وجغرافيا، لنرى كيف أن القصة تؤثر على كل ما حولها، وبمجرد القيام بذلك نكون قد ربطنا الحدث بإطاره التاريخى، فالمنطقة كانت تعج بالمسيحيين واليهود والوثنيين". ويقول توماس إن الممثلين قد يكونون مشاهير أو أشخاص يظهرون للمرة الأولى فى السينما، مؤكداً سعيه لإشراك ممثلين عرب فى الفيلم. وكان توماس شارك فى كتابة فيلم "الرسالة".
وذكر زغبى أن الفيلم سيصور فى الإمارات وفى المغرب، ولن يصور فى السعودية حيث مهد الإسلام، "لأسباب لوجستية". وتقدم شركة "ميلينيوم كابيتال" الإماراتية، الاستشارات المالية لمنتجى الفيلم خصوصاً فى ما يتعلق بالبحث عن مشاركين فى الإنتاج. وقال زغبى إنه يبحث عن مستثمرين "يؤمنون بهذا العمل". كما أكد حرصه على احترام الشريعة بأدق التفاصيل فى الفيلم. وقال "هدفى الأساسى هو عدم المس بمشاعر المسلمين بأى شكل من الأشكال"، مشيراً إلى أن فريق الفيلم طلب مشورة "دار الشريعة" فى الإمارات، وسيقوم باتصالات مع مراجع دينية أخرى "لضمان التوازن".
وذكر زغبى أن الفيلم "يهدف إلى شرح قيم الإسلام، ولن يدخل فى أى موضوع متنازع عليه"، لا سيما الانقسام بين السنة والشيعة. وسيكون الفيلم جاهزاً للتسليم على الموزعين فى مايو 2010 بحسب زغبى. وخلص زغبى إلى القول "بالطبع المسلمون سيشاهدون الفيلم، لكن هدفنا الأساسى هو أن يشاهده الناس فى الغرب، فهم من دون شك سيستمتعون بعرض مميز، وسيتاح لهم فهم أفضل للإسلام".