خلال حياتى بفرنسا ثم أمريكا، لم يفُتنى حضور معظم «المعارض» المقامة هناك، لإيمانى بأن «التعلم»، و«التزود» بأحدث المعلومات هو الطريق الحقيقى للثروة.. ومفهوم «الثروة» أو الغنى لدى المتحضرين هو «المعرفة»!
كنت كلما أزور «معرضاً دولياً»، للموضة.. للسيارات.. للعقارات.. للديكور.. للسياحة.. للزراعة.. وحتى الـ365 صنفا من الجبن ، والخمسين صنفا من الزبادى، وحتى الفواجرا.. كنت أحلم أن أعيش يوماً وأرى نفس المعرض فى مصر!
وعام 87 كنت بصحبة مستشار بالسفارة المصرية بباريس، لحضور افتتاح «معرض الطيران» السنوى، وفيه يعرضون صناعتهم من الطائرات المدنية والحربية، والهليكوبتر، وطائرات شراعية، وخاصة بثلاثة ركاب و.. و..، وبعد أن تفرجنا على العرض الجوى، و«ألعاب» الطيارين المحترفين التى تجعلك «تحبس» أنفاسك خوفاً عليهم من الاصطدام ببعضهم.. أو الارتطام بالأرض، عندما تراهم «يهوون» باتجاه الأرض وبسرعة الصاروخ، وبعد الفرجة سألت سيادة المستشار الذى يكبرنى بعشرين سنة: هل يا ترى ممكن نشوف معرض للطيران فى مصر؟
وهز رأسه، وبابتسامة ساخرة قال: يا سيدى انسى!
ونسيت الحكاية.. إلى أن وصلتنى «دعوة» من الفريق الهمام أحمد شفيق، لحضور افتتاح معرض الطيران المصرى AVEX، بشرم الشيخ منذ أيام، ولم أصدق اللواء مدحت هنداوى وهو يحكى لى: أن مصر الآن أصبحت على خريطة المعارض الدولية للطيران، وها هو للعام الثالث على التوالى يقام بمصر، وأمامك الشركات العالمية عارضة، ومشاركة..، والشركات المصرية تشترى، وتعيد البيع وتحقق أرباحا.. وأيضاً لقطع الغيار المصنعة أجزاء منها عندنا، أو مجمعة بأيدينا وخبراتنا، ومنشآت مصرية للخدمات بدءا من التعاقد على «الوجبات»، و«المشروبات»، وحتى إيجار الطائرات والطيارين بالساعة.
وقلت لنفسى: إذا كانت دبى أو قطر تقيم الآن معارض «للآثار» وليس لديهم «أثر» واحد، ويجذبون معارض للنشر والكتب والثقافة والفن، وكل الكتب إما مصرية أو شامية، والناشرون، والكتب والفنانون مصريون أو سوريون أو لبنانيون، فلماذا لا تصبح «مصر» أم الدينا هى المؤهلة، والجاذبة، والمستحقة لأن تكون «مركز المؤتمرات الدولية» الدائم للمنطقة العربية، والشرق أوسطية، ولدينا كل المقومات، والميزات، والشباب القادر على التفوق فى التنظيم، والإعداد، والتجهيز، والتسويق، والاحتراف.. ومعظمهم هو الذى يدير المؤتمرات الدولية بكل الدول حولنا.
فلماذا لا تصبح «المعارض» جزءاً أساسيا من خطتنا واستراتيجيتنا لجذب 70 مليون سائح كما فعلت فرنسا، لتصبح فنادقها «كومبليه» طوال أيام «المعارض» المستمرة بلا انقطاع.
شكراً لكل من «فكَّر»، وساهم فى نجاح معرض الطيران بشرم الشيخ، لأنه منحنى «الأمل» فى أن هناك أملا.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة