تصاعدت قضية بدو سيناء وعلاقتهم المتوترة دائما بالأمن المصرى خلال الأيام الماضية، خاصة بعد اختطاف البدو لعناصر أمنية كرهائن، والإفراج عنهم..ثم اعتصامهم المتكرر على الحدود المصرية الإسرائيلية، مما كشف خطورة الأحداث الدامية فى سيناء على أمن مصر القومى. اليوم السابع التقى المحاسب عبد الحميد سلمى عضو مجلس الشورى عن سيناء، لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الأزمة وطرق علاجها، فكان هذا الحوار.
من تحمل من وجهة نظرك مسئولية الأحداث الأخيرة؟
الواقع أن الأحداث الأخيرة متشابكة، بدأت بمطاردة سيارة بداخلها بدو، وانتهت باعتصام البدو على الحدود مرورا باختطاف عناصر الأمن والإفراج عنهم، وأرى أن الطرفين، الأمن والبدو، تسرعا فى رد الفعل بعيدا عن الشرعية.
هل كل قبائل سيناء تشارك فى الاعتصام؟
هذا أمر غير حقيقى، الاعتصام أو ما تبقى منه حالياً، قامت به قبيلة الترابين أو جزء منها، وبعض الأشخاص الذين يمثلون أنفسهم من قبائل أخرى، لأن سيناء بها عشرات القبائل التى ترفض مثل هذه الأمور.
هل تقصد أنك ضد الترابين؟
أنا ضد كل من يخرج على القانون والشرعية.. ترابين أو غيرهم، لأن الأمر للأسف عممته وسائل الإعلام على أن كل القبائل تعتصم على الحدود، وهذا أمر غير صحيح.
وما خطورة اعتصام البدو؟
خطورته أنهم على السلك مع إسرائيل، وهذا يحمل مدلولات خطيرة حول انتماء البدو.. وهذا أمر لا نرضى عنه.
وما سبب وصول العلاقة بين البدو والأمن لهذا الحد؟
العلاقة للأسف بين الأمن والبدو ازدادت عداءً بسبب تراكمات قديمة.. كل مرة يقع حدث ولا يتم حله جذرياً، وبالتالى تظل تراكمات بين الطرفين، ومع أقل صراع يشتعل الموقف مرة أخرى.
هل بدو سيناء مظلومون أم جناة؟
السؤال صعب، فالبدو عامة تحملوا طوال سنوات طويلة تجاهل برامج التنمية الحقيقية بسيناء، خاصة فى الوسط.. وطالبنا عشرات المرات بتنمية صناعية وزراعية فى الوسط، وللأسف حتى الآن المسألة مجرد كلام. فى هذه النقطة البدو مظلوم.. ولكن البعض من البدو جناة، خاصة من يخطفون السيارات ويفرضون إتاوات على الناس والمستثمرين، ومن يهربون الأسلحة أو المخدرات، أو يسهلون وصول الأفارقة إلى إسرائيل.. هؤلاء جناة بلا شك.
الوسط كمنطقة استراتيجية كيف يتم تأمينها؟
وسط سيناء أهم منطقة فى سيناء، لابد أن تزرع بالبشر والشجر واستخراج كنوزها الدفينة، وغير ذلك ستظل على حالتها، ومن حق الناس فيها أن تجد المياه العذبة والحياة الكريمة.. والوسط بحاجة إلى 3 أو 4 مليارات جنيه لتوفير فيه حياة مناسبة للبدو جميعاً.
تردد أن البدو كانوا يحملون أسلحة ثقيلة وتصدوا للأمن ومنعوا تقدمه؟
أنا غير متأكد من هذا الأمر، لكن لو صدق فهذا يعد بمثابة كارثة على سيناء، لأننا ضد السلاح غير المرخص مع أى إنسان للحفاظ على الاستقرار.
وماذا عن تعامل الأمن مع المعتصمين؟
بصراحة الأمن كان يتعامل بمنتهى الهدوء لمنع وقوع مصادمات دامية، وكان هناك ضبط للنفس وهذا هو المطلوب فى مثل هذه الأمور.
هل تعتقد أن وراء المشاكل البدوية عناصر من الخارج أو أطراف دولية؟
هذا كلام لا أساس له من الصحة وعيب أن نتكلم فيه.. البدو مصريون لا علاقة لهم بأحد لا فلسطينيين ولا غيرهم.. وانتماؤهم لمصر أولاً وأخيراً، ولا نريد أن نزايد على وطنية البعض، نعم هناك تجاوزات، لكن لا يمكن تعميقها لأن كل الناس فيها الصالح وفيها الفاسد.. سواء كان صعيديا أو فلاحا أو بدويا. سيناء طوال تاريخها مركز النضال، منها أكثر من 750 مجاهداً حاصلين على أنواط الامتياز من رؤساء مصر.
وهل من المتوقع استمرار المظاهرات أو الاعتصامات على الحدود؟
لا أعتقد ذلك، الأمر فى طريقه للحل.
وما قصة خطف رهائن من الشرطة؟
الأمر بحاجة إلى وقفة جادة للأمن.. فاختطاف أفراد من الشرطة نحن نرفضه، ولا يمكن أن تحل مشاكلنا بهذه الطريقة، لكن الأمر لا يوجد به مختطفون أو خلافه.
هل فعلاً البدو دولة داخل الدولة؟
لا.. هذا أمر غير صحيح، البدو هم أعمدة الدولة فى سيناء مع بقية أبناء المحافظة، وكما ذكرت قبائل سيناء لها تاريخها النضالى ودورها الوطنى، وهم ينتمون لمصر وليسوا دولة داخل دولة.. هذا كلام بحاجة إلى تصحيح، وأؤكد أن كلمة واحدة تحقق الاستقرار فى سيناء وهى كلمة التنمية.
عبد الحميد سلمى:
بدو سيناء مصريون لا علاقة لهم بالخارج
الخميس، 13 نوفمبر 2008 10:41 ص