الجماعة الإسلامية: فوز أوباما درسا لإيجابية الشعب الأمريكى

توالت ردود فعل الجماعات الإسلامية المرحبة والمهللة لفوز باراك أوباما برئاسة الولايات المتحدة، حيث أعتبر أسامة حافظ مفتى الجماعة الإسلامية، أن فوز باراك أوباما بهذا الشكل، وتغلبه من قبل على منافسته فى الحزب الديمقراطى هلارى كلينتون، وبعدها المنافس الجمهورى جون ماكين، يؤكد حيوية الشعب الأمريكى، وأنه لا يكتفى بالحلم لكنه يسعى لتحقيقه.

وأكد أسامة حافظ أكبر أعضاء مجلس شورى الجماعة سنا فى مقال له بعنوان "الأفق لا يحضن إلا الطير الحى"، عدد فيه خصائل أوباما، ووصفها بأنها كانت حيوية وخلاقة وقادرة على التعبير عن متطلبات الشعب.

وذكر حافظ أن هذا الفوز يكشف لماذا تقدمت أمريكا وسبقت العالم؟ وأعتبر أن أمريكا تتقدم لأن شعبها لا يكتفى بالأمل والأحلام ثم يستسلم لمداعباتها وأوهامها، وإنما يندفع بإيجابية لتحقيق حلمه وآماله، ولأنه شعب يترجم حبه لبلده عملاً إيجابياً دائباً لرفعة بلده وتقدمه، ولا يكتفى بترجمته إلى أغنيات وأهازيج يرقص على أنغامها، ثم ينصرف معتقداً أنه أدى ما عليه.

وعاد حافظ ليقارن بين ما حدث فى أمريكا، وما يحدث فى العالم الثالث، وقال "أما فى بلادنا بلاد العالم الثالث، فقد اعتدنا أن نستسلم للنوم الهانئ فى أحضان الآمال والأحلام، دون أن نسعى فى تحقيقها، اعتدنا أن ننتظر غيرنا ليحقق لنا أحلامنا، أو نكتفى بتحويل تلك الأحلام لأغنيات صاخبة، أو عبارات جوفاء لا قيمة لها".

حافظ خلص بنتيجة لم تعتاد الجماعة الإسلامية على الحديث بها، وهى "فى أمريكا الشعب إيجابيا، يسعى بجده وتضحياته لتحقيق أحلامه، وفى بلادنا شعوب سلبية تستسلم للأوهام، وتخضع للمذلة وتعجزها العقبات عن نهضة بلادها، والسعى فى بنائها".

فالمعركة الحقيقية التى كانت كما يقول حافظ بين الشاب الأسود الممتلئ نشاطاً وحيوية، بأفكاره المبتكرة الخلاقة، وبين السياسى العجوز الممتلئ بالجمود، وتقليد ما فات ليغير الصورة التى كانت، حيث كان أوباما مدعوماً من فئات لم تعتد أن تتصدر المعارك الانتخابية من قبل، وهم الشباب والسود والأقليات والمهمشين من شتى الطوائف والنساء، فأضفوا على حركته ونشاطاته حيوية مدهشة وتألقاً مثيراً، إذ كانوا يشعرون أنه مثلهم يمثلهم ويندمج معهم وفيهم بصورة مدهشة. بينما كان المرشح الجمهورى مدعوماً بديناصورات تجارة السلاح وقدامى السياسيين والعائلات السياسية التقليدية، إلى جانب أثقال وأحمال عصر بوش بكل ما فيه من أخطاء وخطايا.