سياسيون أكدوا: أحداث "الغد" لن تكون الأخيرة

أحزاب فرق تسد.. تشغلها المناصب عن خدمة الشعب

الخميس، 13 نوفمبر 2008 12:13 م
أحزاب فرق تسد.. تشغلها المناصب عن خدمة الشعب قيادات الأحزاب المصرية لا يشغلها سوى الصراع على الكرسى شأنها شأن النظام
كتبت ماجدة سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حزب مصر الفتاة، العدالة الاجتماعية، الشعب الديمقراطى، مصر 2000، الشعب، الجيل، العربى الاشتراكى الناصرى، الأمة، الجبهة الديمقراطى، وغيرها من الأحزاب المصرية، التى وصل عددها 25 حزباً بعضها مجمد والآخر منشق على نفسه، والنتيجة: عدم وجود حزب معارض قوى فاعل.

كثيرا ما نسمع عن الأحزاب والخلافات القائمة بداخلها، ولا نسمع عن نشاطاتها أو وجودها فى الحياة السياسية فى مصر، الأمر شديد الأهمية حيث لا تخلو صفحات الجرائد يوميا من أحداث شغب وعنف، تصل إلى حد البلطجة وإشعال الحرائق بين أعضاء الحزب الواحد، وآخرها ما حدث فى حزب الغد من هجوم واشتباك بين جبهتى الحزب.. هل من الممكن أن يكون هناك حزب واحد لديه جبهتين؟ كيف يمكن حدوث ذلك ولفظ "حزب" نفسه يعنى تجمع على رأى وفكر وكيان واحد؟.. لكن هذا ما نجده من تعريف القواميس فقط، ولكن على أرض الواقع نجد ما هو خلاف ذلك.

الخلافات تتنوع وتتعدد ما بين سياسية ومالية وإدارية، لكن السبب الرئيسى الذى نجده كالسوس ينخر فى جسد أى حزب، هو الصراع السلطوى.. الكل يريد أن يكون رئيسا لحزبه، بداية من نائب الرئيس مرورا بالأعضاء نهاية بأصغر عضو، وللأسف الشديد لا نرى سيطرة على هذا الوضع بسبب البناء التنظيمى الهشًّ لهذه الأحزاب.

الأحزاب المصرية جميعها تعانى خلافات داخلية، إلا أن الدكتور سمير فياض نائب رئيس حزب التجمع، أكد أنها ظاهرة صحية حيث أن الاختلاف دائما يأتى من التعدد، فالحياة السياسية نفسها متعددة، ولذلك نجد أحزابا كثيرة مختلفة، وكذلك الحزب نفسه نجد أن بداخله تعددا سواء فى الآراء أو المواقف أو تطبيق اللوائح، حتى فى حالة توحد برامجه واستراتيجيته، حيث دائما ما تكون التطبيقات متباينة وتحسم بالتصويت، أما الخلافات الإدارية فتكون فى نشاطات الحزب الواحد سواء نشاط انتخابى أو تقسيم الوحدات فى المحافظات أو أقسامها أو الرؤى المتباينة فى هيكلة الحزب نفسه. كما أن الخلافات الطبيعية فى أى حزب دائما ما تكون منظمة وتدار بالتصويت للأغلبية، ويطلق عليها "تباينات" وليس خلافات.

فياض أكد أن هذه الخلافات لا تؤثر نهائيا على الحزب طالما أنها تدار بالتصويت، أما فى حال وصولها إلى أعمال عنف وغيره، فهنا توصف بأنها "تيارات متحلقه حول الحزب"، تتصارع عليه وتحدث تجاوزات من شأنها تدمير الحزب.
وقال إنه لابد للعقلاء داخل الأحزاب أن يقوموا على حمايته من هذه الصراعات، ويحسمونها بالحوار والتصويت، ليس كما يحدث فى حزب الغد من أعمال إجرامية، فهذا ليس له علاقة بما يحدث من خلافات فى أى حزب آخر، ومن الطبيعى وجود خلافات فى أى حزب، وإلا سيصبح ميتا.
وأوضح فياض أن الإشكالية دائما تكمن فى أساليب حسم هذا الخلاف، وكلما تحضر الحزب، كلما كان متحضرا فى أسلوب حسمه للخلافات الداخلية.
خلافات الأحزاب، وصراعاتها لم تكن يوماً قاصرة على حزب الغد، وما وقع فى مقر الحزب، ربما لن يكون نهاية الصراعات. على سبيل المثال فإن حزب مثل مصر الفتاة، انتهى بسبب خلافات على رئاسة الحزب، إلى تجميده منذ بداية تسعينات القرن الماضى وحتى الآن. وكذلك حزب العدالة الاجتماعية، الذى تنازع أعضائه لدرجة صدر فيها قرار بتجميده، وأيضا حزب الشعب الديمقراطى، الذى تدب الخلافات فيه دائما.
حزب الأحرار ليس أفضل حالاً من غيره من الأحزاب، حيث اعتصرته الخلافات منذ وفاة مؤسسه مصطفى كامل مراد، ليترك خلفه 11 عضواً يتنافسون على خلافته حتى اليوم، رغم تجميد الحزب منذ عقود!!
وإذا ما ذهبنا إلى حزب العمل، لن نجد الصورة أفضل، فهو مجمد بقرار حكومى منذ عام 2000، بعد نزاعات الأعضاء على رئاسته. أما حزب الأمة الذى كان فى ظل قياده كهل (الصباحى) ينادى بالتغيير، لينازعه ابنه على رئاسة الحزب.

فى تحليله لحالة حزب الغد، أكد أحمد حسين الأمين العام للحزب الناصرى، أن ما يحدث فى الحزب لم تستطع لجنة شئون الأحزاب حسمه بشكل قاطع، وبفضل الخلافات بداخله أصبح هناك حزبان"غد"، ولذلك فإن الخلافات فى أى حزب يكون أساسها الصراع على المواقع، مثلما حدث فى أحزاب الوفد والأحرار والأمة وأيضا حزب مصر العربى.
وأكد حسين أن المناصب دائماً هى المحرك الوحيد للخلافات فى أى حزب، كما أن هذه الخلافات تؤثر على الأحزاب تأثيرا سلبيا كبيرا، لأن المشكلة هنا تكون فى لوائح الحزب التى يمثل نقصها سببا رئيسيا للصراع، وتكون هى سبب فى تدمير الحزب.

ولا يقتصر الخلاف داخل القوى السياسية المصرية على الأحزاب، حيث أن جماعة الإخوان المسلمين شهدت خلافات مماثلة، بعد ظهور جيل جديد من الشباب يعارض بعض ما آمنت به الجماعة من أفكار وقضايا، ولكنه اتخذ طريقا جديدا هو الإنترنت والمدونات، ولذلك بدأ يظهر عليهم التفتت والانقسام.. ليصبح شعار الحرس الجديد والقديم، ليس قاصراً على الحزب الوطنى دون غيره!!

مرصد "حالة الديمقراطية" حلل ظاهرة الخلافات داخل الأحزاب، معتبراً أنها تعود إلى القوانين المنظمة لعمل الأحزاب فى مصر، وهو القانون ٤٠ لسنة ١٩٧٧ وتعديلاته، التى وصفها بأنها كانت وبالاً على العمل الحزبى فى مصر، فشددت من شروط تكوين الأحزاب، وجعلت للجنة شئون الأحزاب، سلطة تعلو على سلطة الجمعيات العمومية للأحزاب، ولم يحدد القانون آليات واضحة لفض المنازعات داخل الأحزاب، وولاية القضاء عليها.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة